استؤنفت المعارك في مصراتة رغم إعلان نظام معمر القذافي وقف عمليته العسكرية ضد الثوار في تلك المدينة التي تحاصرها قواته منذ شهرين في غرب ليبيا حيث يثير الوضع الإنساني قلق المجتمع الدولي. وتواصلت المعارك في مصراتة لكن حدتها خفت نسبيا مقارنة بالأمس. وكان نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم أعلن السبت أن قوات القذافي «لم تنسحب من مصراتة» التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، بل «علقت عملياتها فقط» ضد المتمردين لتتيح للقبائل التوصل إلى حل سلمي. وأعلن مصدر طبي مقتل ستة أشخاص وإصابة 34 بجروح. وأفاد العقيد عمر باني الناطق العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ومقره في بنغازي، أن إعلان نظام القذافي تعليق العمليات «فخ» وأن قواته تستعد لشن هجمات جديدة. وأضاف «لقد ابتعدوا قليلا عن الطريق إلى طرابلس لكنهم يستعدون للهجوم مجددا» على هذا المحور الرئيسي في المدينة الذي تحول الى خط للجبهة. وأكد العقيد باني أن النظام يريد «إيهام العالم» بأن قبائل مدينة مصراته الساحلية الكبيرة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، ما زالت موالية له. وقال «إنه يريد التأكيد أنها حرب أهلية بين القبائل الليبية، لكن ذلك غير صحيح ولن يحصل أبدا». من جهة أخرى أكد الثوار أنهم أرغموا ليلا قوات القذافي على التقهقر في مصراته واستعادوا قسما كبيرا من شارع طرابلس ومبنى التأمين حيث كان قناصة متمركزون منذ أيام. من جهة أخرى، حث السيناتور الجمهوري الأمريكي جون ماكين بلاده على تكثيف ضرباتها الجوية على ليبيا مشددا على أن الوصول إلى طريق مسدود عسكريا سيفيد القاعدة. وصرح ماكين في مقابلة بثها تلفزيون إن بي سي «كلما انتظرنا، تفاقم خطر الوصول إلى طريق مسدودة. وأن كان خطر مشاركة القاعدة في النزاع يقلقكم فاعلموا أن أكثر ما سيفيد القاعدة بسرعة وبشكل خطير هو الوصول إلى طريق مسدود». وعلى صعيد آخر، منحت الكويت مساعدة مالية بقيمة 50 مليون دينار كويتي (180 مليون دولار) إلى المجلس الانتقالي الليبي، ممثل المعارضة الليبية، حسبما أعلن رئيس المجلس الذي يزور الكويت. وقال مصطفى عبدالجليل في مؤتمر صحافي بعد لقائه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح «هذا المبلغ سيساعدنا على دفع قسم من أجور الموظفين. نحن بحاجة إلى مساعدات عاجلة». إلى ذلك، ذكرت صحيفة لوس أنجليس تايمز الأمريكية أن الزعيم الليبي معمر القذافي ما زال يسحب أموالا من حساباته المصرفية في الخارج بالرغم من العقوبات الدولية التي أقرت بحقه، بسبب تأخر العديد من الدول في تجميد أرصدته. والقذافي وأولاده من بين 18 فردا حظر عليهم مغادرة ليبيا ومن الأشخاص والكيانات ال13 التي جمدت أرصدتهم بموجب قرارين صدرا عن الأممالمتحدة. واتخذت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إجراءات بتجميد أرصدة القذافي. غير أن لوس أنجليس تايمز تؤكد أنه على الرغم من تجميد 60 مليار دولار من الأرصدة في الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، فإن عددا من الدول لم يعمد إلى تجميد عشرات مليارات الدولارات التي أودعها القذافي أو أولاده خلال السنوات الأخيرة في حسابات في الخارج.