أعلن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مايك مولن، أمس، أن الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف على ليبيا قوضت قواتها البرية بنسبة تتراوح بين 30 و40 %، لكن الصراع يتجه فيما يبدو إلى حالة جمود. وأوضح موالون للقوات الأمريكية خلال زيارة للعاصمة العراقية بغداد أنه ليس هناك مؤشرات على وجود عناصر لتنظيم القاعدة في صفوف المعارضة الليبية المسلحة مهونا من مخاوف بشأن تدخل أي جماعات متشددة في الصراع. وذكر أن هناك توافقا دوليا على «أنه يجب على القذافي الرحيل» لكنه أقر بأن المدة التي قد يستغرقها ذلك غير واضحة. أعلنت أمريكا أنها ستستخدم في ليبيا طائرات دون طيار مزودة بصواريخ، ملبية بذلك رغبة بعض دول حلف شمال الأطلسي في تعزيز العمليات الجوية لكن مع بقائها بعيدة عن العمليات العسكرية ضد قوات العقيد معمر القذافي. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن الرئيس باراك أوباما «وافق على اللجوء إلى طائرات بريديتر مسلحة». وأضاف أن طائرتين من هذا النوع ستكونان دوما في الخدمة في الأجواء الليبية ما يتطلب حشد نحو ثماني طائرات. وجرت الطلعات الأولى، الخميس، لكنها لم تنفذ أي ضربات بسبب الأحوال الجوية السيئة، على حد قوله. وكانت أمريكا تولت تنسيق عمليات التحالف الدولي لفرض منطقة لحظر الطيران من أجل حماية المدنيين في الأيام الأولى من التدخل العسكري. وقد أنهت مشاركتها في عمليات القصف مطلع إبريل. وهي تكتفي منذ ذلك الحين بلعب دور داعم للحلف بقدراتها الفريدة وخصوصا طائراتها للتزويد بالوقود والتشويش. ووصل المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية 2008 السناتور الأمريكي جون ماكين، صباح أمس، إلى بنغازي، في زيارة إلى معقل الثوار شرقي ليبيا. وعند وصوله إلى وسط المدينة، حي هذا المحارب السابق في حرب فيتنام الحشد الذي تجمع أمام قصر العدل، حيث مقر المجلس الوطني الانتقالي. وماكين هو أرفع شخصية أمريكية تزور الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون. وقد غادر المكان بعد عشر دقائق دون أن يدلي بأي تصريح. ثم عقد مؤتمرا صحفيا بعد محادثات مع قادة التمرد دعا فيها «الأسرة الدولية إلى الاعتراف بالمجلس على أنه الصوت الشرعي للشعب الليبي والانضمام إلى فرنسا وقطر وإيطاليا وغامبيا»، مضيفا «لقد اكتسبوا هذا الحق». واستقبلت بنغازي جثماني الصحفيين المصورين البريطاني تيم هيذرينجتن والأمريكي كريس هوندروس اللذين قتلا أخيرا في مصراتة. ووضعت كاميرتان ترمزان للصحفيين وبينهما شمعة على طاولة خلال حفل بسيط لم يعرض خلاله الجثمانان اللذان سينقلان إلى بلديهما قريبا. على صعيد آخر، أعلنت جمهورية غامبيا إحدى دول الغرب الإفريقي، أمس، اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي هيئة شرعية وحيدة في ليبيا وأمهلت الدبلوماسيين الليبيين العاملين على أراضيها 72 ساعة للمغادرة. وقالت الرئاسة الغامبية في بيان إن الحكومة اعترفت بشكل كامل بالمجلس وأمرت بتجميد وإغلاق كل الحسابات الموجودة في غامبيا باسم معمر القذافي. وأعلنت منظمة «محامون بلا حدود» غير الحكومية، التي تحقق في مقتل مدنيين على أيدي قوات القذافي، أن «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب واسعة النطاق ارتكبت في ليبيا بما في ذلك عمليات تعذيب وإعدامات خارج إطار القضاء ومجازر، إضافة إلى استخدام دروع بشرية وقنابل عنقودية»، وستبلغ عنها المحكمة الجنائية الدولية التي قد تبدأ بعد ذلك إجراءات لملاحقة الزعيم الليبي .