بعث الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، برسالة إلى الرئيس الأمريكي بارك أوباما وذلك في أعقاب انسحاب أمريكا من التحالف الأوروبي ضد ليبيا، حسب وكالة الأنباء الليبية التي لم تشر إلى أي تفاصيل عن فحوى الرسالة. ويعتبر هذا أول اتصال معلن بين أوباما والقذافي منذ بدء قوات التحالف حملتها العسكرية على ليبيا. ورفض حلف شمال الأطلسي مزاعم القيادة العسكرية للمعارضة الليبية أن الحلف يتحرك ببطء شديد لمهاجمة قوات القذافي «عمليات الحلف مستمرة بنفس القوة». وأشار مصدر إلى أنه منذ تولي الحلف قيادة وإدارة العمليات العسكرية الدولية، الخميس الماضي، شاركت طائرات التحالف في أكثر من 330 مهمة قتال جوية. حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حلف شمال الأطلسي «الناتو» من تسليح قوات المعارضة الليبية. «هذا سيكون خرقا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي لم يسمح بالتدخل في الحرب الأهلية». وأكد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف أن «موسكو لن تورط نفسها في التحرك العسكري داخل ليبيا». وواصل الحلف التصدي لتقدم قوات القذافي بتوجيه ضربات مباشرة على القوات التي تتقدم وعلى شبكة إمداداتها اللوجستية وذخائرها. ونفذ الحلف ضربات موضعية لقطع طريق الإمدادات الرئيسي للقوات الحكومية بين إجدابيا ومصراتة. واتهم الحلف القوات الموالية للقذافي باستخدام المدنيين دروعا بشرية وبالتسلل وسط حركة السير الطبيعية للتقدم إلى مواقع الثوار. وقصف الطيران البريطاني ست آليات مدرعة وست دبابات للجيش الليبي في مدينتي مصراتة «غربا» وسرت «وسطا» الساحليتين، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس. وتحاصر القوات الموالية للقذافي مصراتة منذ أكثر من 40 يوما، في حين أن سرت لم تخرج عن سيطرة أنصاره. وتواجه مصراتة وهي المعقل الوحيد الباقي للمعارضة المسلحة في الغرب قصفا يوميا وهجمات بالدبابات والقناصة بعد شهرين من الانتفاضة الشعبية التي تسعى لإسقاط حكم القذافي. وحققت القوة الجوية الغربية قدرا من التوازن العسكري في ليبيا بمنعها لقوات القذافي من التغلب على قوات المعارضة المسلحة التي تسيطر على الشرق لكنها ليست قوية بما يسمح لقوات المعارضة بالتقدم بقوة لمئات الكيلومترات على ساحل البحر المتوسط نحو العاصمة طرابلس في الغرب. وحظر على الصحفيين التحرك إلى الغرب من إجدابيا ما أدى لصعوبة في تقييم القتال. وقررت الدنمرك تعيين موفد خاص في أسرع وقت ممكن لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي في بنغازي لتعزيز اتصالاتها مع المجلس لتكوين معرفة أفضل لعمله وخططه، بالتالي عينت موفدا خاصا «سيتأكد من أننا سنحصل في الجانب الدنمركي على معرفة أفضل بالفاعلين الليبيين، وسيسهم أيضا في اطلاعنا على إمكانيات دعم المجلس الوطني الانتقالي في إطار عملية سياسية». وكانت فرنسا ثم إيطاليا اعترفتا بالمجلس محاورا شرعيا وحيدا في ليبيا. والدنمرك التي لا يمثلها سفير في طرابلس، هي من أولى الدول التي التزمت عسكريا في التحالف الدولي بإرسالها ست طائرات حربية من طراز إف16. ودعت الدولة الإسكندينافية مرارا القذافي إلى الرحيل، وأعربت عن تأييدها لمحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية. وأبحرت ناقلة نفط، أمس، من مصب بالقرب من مدينة طبرق شرقي ليبيا وعلى متنها أول حمولة من منطقة تخضع لسيطرة الثوار، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان .