«أين تذهب هذا المساء؟» إعلان قديم كان يظهر على شاشة التليفزيون المصري يعرض للمشاهدين أهم الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية لذاك المساء. تذكرته وأنا أتساءل في داخلي أين سأذهب هذا المساء في يوم يحتفل فيه العالم بصديقي الوفي «الكتاب». اختارت منظمة اليونسكو الدولية 23 من شهر إبريل من كل عام يوما عالميا للكتاب، في احتفالية عامة تؤكد على أهميته ومن خلال فعاليات متنوعة تدعم دوره في حياة أفراد المجتمع. الأجندة العربية تناست تسجيل هذا التاريخ، وأصبح آخر اهتمامات وزارة الثقافة. مساء يوم الكتاب في عالمنا جاف لا يتنفس معرفة ولا يرى فكرا. اختيار اليونسكو لهذا التاريخ أيضا يتزامن مع ذكرى رحيل الأديب العالمي ويليام شكسبير، الذي ترك العديد من الكتب والمسرحيات، وترك نصيحته الثمينة التي تقول «هناك ثمة وقت في حياة الإنسان إذا انتفع به نال فوزا ومجدا، وإذا لم ينتهز الفرصة أصبحت حياته عديمة الفائدة وبائسة». للأسف الشديد نصيحة شكسبير لم تلق الصدى المأمول بيننا، ولم يكن للكتاب نصيب بين هذا الوقت الثمين الضائع. تمنيت لو تعددت طرق الاحتفال بالكتاب، لو فتحت المكتبات أبوابها للقراء صغارا وكبارا في دعوة إلى القراءة العامة. تمنيت لو اهتمت دور النشر العربية بإصدار أحدث الكتب والمطبوعات في هذا اليوم. تمنيت لو حرص المؤلفون برسم أفكارهم في كتب يعلنون عن ولادتها في هذا التاريخ. في احتفالية يوم الكتاب لا نجد إلا كهلا يدعى «كتابا» ينتظر الموت، وذاكرة نسيت خير جليس في الزمان. لا نجد إلا صمتا طويلا، وتجاهلا لبطل كان يدعى «كتاب». وقفة.. بالأمس انتهت فعاليات مؤتمر التعليم العالي بالعاصمة الرياض، المئات من أهم وأفضل الجامعات العالمية والمحلية شاركت في الحضور لتقديم ومساعدة الشباب السعودي. صورة أولياء الأمور مع أبنائهم والتنقل بين الجامعات والسؤال عن أفضلها أثبتت مدى ازدياد الوعي بأهمية التعليم في المجتمع السعودي. كل التقدير لوزارة التعليم العالي لنجاحها في تنظيم فعاليات المؤتمر بإتقان تشكر عليه.