دعا عدد من المثقفين إلى الاهتمام باليوم العالمي للكتاب في الوطن العربي، مقترحا بعضهم إقامة مؤتمرات خاصة تناقش وضع الكتاب والقراءة ومستقبلها، وإقامة ملتقيات قراءة في أنحاء الوطن العربي. ومر قبل أيام قلائل اليوم العالمي للكتاب (يصادف 23 إبريل) دون أن يترك صدى على الوسط الأدبي والثقافي في المملكة، عدا بعض الاحتفالات في مدن قليلة. ولم يغب اليوم العالمي للكتاب عن فعاليات المؤسسات الأدبية والثقافية والتعليمية فقط في المملكة، بل امتد نسيان أمره للأدباء والمثقفين أيضا. وقالت القاصة شيمة الشمري: «لا أهتم بالأعياد وبالأيام في وسط «الزنقة»، بسبب انشغالي في رسالة الماجستير في الأدب (...)، ولكن يوم الكتاب يفترض أن يكون يوما متميزا في حياة المثقفين والأدباء، وأن نحتفي به بتكثيف القراءة، حتى تتحول كل أيامنا يوما للكتاب». موضحة أنها بدأت الأسبوع الماضي في قراءة الكتب التي أحضرتها من معرض الرياض الدولي للكتاب. الكتاب مازال صامدا أمام إعصار الثورة التقنية والثقافة الإلكترونية، مشددة على أن الكتاب سيبقى هو المصدر الأول للثقافة، مقارنة مع مصادر وسائل الاتصالات الحديثة. وتنفي الشمري النظرية التي تقول بانتهاء الكتاب أمام منافسه الإلكتروني، مشيرة إلى أن «للكتاب طعمه الخاص»، وأن قراءته تختلف عن القراءة الإلكترونية أو القراءة بواسطة وسائل التقنية الحديثة، لافتة إلى أن التقنية لو استطاعت التغلب في النهاية سيظل الكتاب محصورا على النخب، داعية إلى تفعيل الاهتمام باليوم العالمي للكتاب من خلال تشجيع مفهوم القراءة في المجتمع. من جانبه، قدم الشاعر محمد الجلواح شكره للأمم المتحدة التي خصصت يوما للكتاب، وقال: «ما أجمل هذا اليوم الذي خصص للكتاب.. أشكر الأممالمتحدة التي خصصت يوما للكتاب»، مضيفا أن من المفترض أن تكون كل أيام السنة للكتاب. وبسؤاله إن كانت ذاكرته أسعفته في يوم الكتاب، قال بكل صراحة: «غاب هذا اليوم من ذاكرتي، ولكن كما قلت كل أيام السنة للكتاب». وحول ما يتمناه من المثقفين في يوم الكتاب، قال الجلواح: لا يضاف جديد، كل الذي يدور في ذهن كل كاتب هو تكثيف القراءة وتثبيت المقولة القديمة: «القراءة للجميع»، وهذا تأكيد، وأوجه تهنئة للكتاب نفسه الذي لا يزال صامدا أمام الكتاب الالكتروني، الذي لم يشهد إقبالا عليه في معارض الكتب، موضحا أن «شراء الكتب الورقية يدل على أن الكتاب موجود.. هنيئا للكتاب بيوم الكتاب». أما الشاعرة ملاك الخالدي فرأت أن من المفترض في مثل هذا اليوم أن «تخرج الاحتفالية به من الإطار الفردي إلى المؤسسات». متساءلة: «أين المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية عن هذا اليوم؟، مضيفة: «يبدو أن بعض هذه المؤسسات تحولت إلى شللية تحاول إقصاء الأصوات المثقفة، وهذا ما يوصف بارتداد العقلية العربية». واقترحت الخالدي أن يقام لمثل هذا اليوم مؤتمر لدراسة وضع الكتاب والقراءة ومستقبلها في العالم العربي، وإقامة ملتقيات قراءة في أنحاء الوطن يشارك فيها المثقفون والمثقفات. وتؤكد أن الكتاب مازال صامدا أمام إعصار الثورة التقنية والثقافة الإلكترونية، مشددة على أن الكتاب سيبقى هو المصدر الأول للثقافة، مقارنة مع مصادر وسائل الاتصالات الحديثة.