قرأت في صفحة فنون لهذا الأسبوع مقال الصحفي فهيد اليامي الذي كان يتحدث فيه عن شجاعة الفنانين في اتخاذ القرار وإصدار ألبوماتهم ومراعاة جمهورهم الذي ينتظرهم منذ فترة ليست بالبسيطة، هذا الجمهور الذي طالما وقف إلى جانبهم في كل الأوقات بالدعم، فهو المحفز الأول لهم وهو من أوصلهم إلى ما وصلوا إليه من نجومية وشهرة ساهمت بشكل كبير في حضورهم في كل المهرجانات والمحافل الفنية، ومن الطبيعي من وجهة نظري الخاصة أن يحترم الفنانون هذا الجمهور ويقدم لهم ما يريدون وألا يبادلهم الوقوف معه وتشجيعه بالجفاء والجحود وأثني على ما ذكر في المقال بأن الفنانين حاليا بحاجة إلى شجاعة متناهية ليطرحوا ألبوماتهم، خاصة الفنانين الذين أنهوا تسجيل أعمالهم بالكامل، لا أدري ما سبب هذا التخوف الذي أراه غير منطقي للغاية؟ فإذا كان الفنان يملك جماهيرية عريضة في الوطن العربي مثل فنان العرب محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد ورابح صقر لماذا كل هذا الجبن من عدم نجاحهم؟ هل تزعزعت الثقة في أنفسهم من أنهم غير قادرين على تقديم أعمال تعجب الجمهور ويتهافتون على ألبوماتهم، أم أن الملل بدأ يتسرب إلى أنفسهم؟ لا أعتقد أنه شيء من ذلك سيقف في وجوههم إذا ما وضعوا نصب أعينهم جمهورهم الكبير الذي يعتبر الوقود لهم. ولست مع أن الأوضاع لا تسمح فقد تكون أعمالهم مخففة للنفس من جراء الأحداث التي حصلت في الفترة الماضية وسيكون الفنان الذي يطرح ألبومه في الفترة المقبلة رغم كل هذا شجاع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فيا ترى من سيكون؟ وإن كنت أعتقد أنه الفنان رابح صقر الذي يملك ثقة كبيرة وأعتقد أنه عند الانتهاء من ألبومه سيطرحه مباشرة؛ لما يملكه من جماهيرية عريضة في الخليج وخصوصا في السعودية شمالها وجنوبها وشرقها وغربها بالإضافة إلى المنطقة الوسطى التي تشهد كثافة جماهيرية للصقر. أما باقي الفنانين غير هؤلاء فمن الطبيعي أن تنسل المخاوف إلى قلوبهم لأنهم لا يعتبرون من النجوم الذين يراهن عليهم الجمهور فيما يقدمونه من أعمال غنائية ترتقي إلى ذائقة المستمع والمتتبع للأغنية السعودية التي يعتبر هؤلاء الأربعة هم ركازها وعمودها الرئيسي. محمد المويهي . الرياض