أكد الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، أمس، دعم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ليكون محاورا شرعيا يمثل تطلعات الشعب الليبي. وأكد بيان مشترك صدر عن الاجتماع في أبوظبي أن الطرفين يدعوان ل«وقف نار فوري وحقيقي» في ليبيا. وأشار الطرفان في ختام اللقاء الوزراي الخليجي الأوروبي السنوي إلى أن نظام العقيد معمر القذافي خسر شرعيته. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون في مؤتمر صحفي مع نظيرها الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد «نحن مصممون على العمل من أجل انتقال سريع للسلطة في ليبيا». أعلن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان، أمس، أن ساركوزي تعهد لرئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض مصطفى عبدالجليل والوفد المرافق بأن تكثف فرنسا الضربات الجوية على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل. وبعد محادثات في قصر الإليزيه، أعلن عبدالجليل أنه وجه الدعوة لساركوزي لزيارة مدينة بنغازي التي تسيطر عليها المعارضة في شرق البلاد. وأضاف أن المعارضة تعهدت بمحاولة إرساء الديموقراطية في ليبيا بحيث يجري اختيار الرئيس عن طريق الانتخابات وليس على ظهر دبابة. وهي المرة الثالثة التي يستقبل فيها الرئيس الفرنسي المجلس، لكنها المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيسه في اللقاء الذي حضره عضوان آخران يمثل أحدهما بنغازي والثاني طبرق إلى جانب علي العيساوي مسؤول العلاقات الدولية في المجلس. وقد طلبوا جميعا «تكثيف» الضربات على قوات القذافي خصوصا في مصراتة «حيث الوضع خطير جدا». وأعلنت الحكومة الفرنسية أن عددا قليلا من الضباط الفرنسيين سيقومون بمهمة لدى المجلس، غداة صدور إعلان مماثل من بريطانيا وإيطاليا.. وذلك في الوقت الذي تواجه فيه القوى الغربية صعوبة في الخروج من مأزق الصراع المستمر في ليبيا منذ شهرين. ويبدو أن القتال بين قوات القذافي والمعارضة دخل في طريق مسدود على جبهة أجدابيا ومصراتة، المعقل الوحيد للمعارضة في غرب ليبيا، المحاصرة منذ أكثر من سبعة أسابيع. وقال التليفزيون الليبي إن طائرات حلف شمال الأطلسي شنت ضربات جوية على بنية الاتصالات ومحطات إذاعية في عدد من المدن. ولم تذكر قناة «الليبية» في شريط الأخبار متى وقعت الهجمات. ونقل عن وزير الخارجية الليبي عبدالعاطي العبيدي قوله، أمس، إن الحكومة قد تجري انتخابات واستفتاء حتى على مستقبل القذافي إذا أوقف الحلف غاراته. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها «تحدث العبيدي عن فترة انتقالية لمدة ستة أشهر تعقبها انتخابات تشرف عليها الأممالمتحدة». وأضافت الإذاعة «ألمح العبيدي إلى أن مستقبل القذافي يمكن أن يطرح قيد البحث بعد التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار مؤكدا على أن الحكومة الليبية جادة في التوصل إلى هذا الاتفاق بإشراف مراقبين دوليين». وانتقد العبيدي كذلك قرار بعض الدول الأوروبية إيفاد مستشارين عسكريين لمساعدة المعارضين الليبيين لأن ذلك «سيقوض فرص إحلال السلام ويؤدي إلى إطالة أمد القتال الدائر في البلاد». من جهة أخرى، وعد ولي عهد ليبيا في المنفى الأمير محمد السنوسي، أمس، أن «يفعل ما بوسعه» للمساعدة على إقامة دولة ديموقراطية في البلاد راجيا العودة إلى الملكية الدستورية، ولو لمرحلة انتقالية. وأضاف أن الدستور الليبي الذي أقر في 1951 وعدل في 1953 ينص على ملكية دستورية ويعين ملكا عمه الأكبر محمد إدريس المهدي السنوسي وورثته. وتابع أن هذا الدستور «يمكن أن يتم تحديثه بشكل مناسب ليشكل قاعدة لليبيا جديدة» .