روما، لندن - «الحياة»، ا ف ب، رويترز- وسط تحذيرات متزايدة من خطر تورط أكبر لحلف شمال الاطلسي في ليبيا ودعوات متزايدة الى تدخل غربي «على الارض» لدعم الثوار الذين يعانون من ضربات نظام العقيد معمر القذافي، أعلنت فرنسا وايطاليا ارسال «عدد صغير» من الضباط والخبراء لتقديم مساعدات ونصائح للثوار الليبيين، وذلك بعد يوم من اعلان بريطانيا ارسال «قوات محدودة العدد» الى ليبيا للهدف ذاته. وردت السلطات الليبية على الاعلان بالتحذير من ان نشر أي قوات برية «سيطيل من امد النزاع». ويأتي ذلك فيما احتدم القتال في مصراتة بين الثوار وقوات القذافي، حيث اندلع قتال ضار للسيطرة على «شارع طرابلس» الحيوي المؤدي الى ميناء المدينة، والذي سيؤدي سقوطه الى تعزيز الحصار على الثوار والمدنيين. ويشير ارسال مستشارين وضباط تواصل ودعم الى رغبة الحلف الاطلسي في ان يلعب دورا لحسم حال «الجمود» العسكري في ليبيا، لكن قلة عدد العناصر التي سترسلها الدول الثلاثة يشير ايضا الى ان الحلف لا يريد ان يبدو «مستعدا» لتدخل بري. وقالت مساعدة الناطق باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج انه «في اطار تعاوننا الثنائي مع سلطات المجلس الوطني الانتقالي ارسلت فرنسا الى مبعوثنا الخاص في بنغازي عددا صغيرا من ضباط الاتصال للتعاون مع المجلس الوطني الانتقالي». واضافت ان «الهدف يتمثل تحديدا في تقديم النصح الى المجلس الوطني الانتقالي وخصوصاً في النواحي التقنية واللوجستية والتنظيمية للمساهمة في تعزيز حماية المدنيين وتحسين توزيع المساعدات الانسانية والطبية». بدورها أعلنت ايطاليا على لسان وزير دفاعها انياسيو لا روسا وضع عشرة مدربين عسكريين تحت تصرف المجلس الوطني الانتقالي الليبي. وفي رد فعل على الخطوات الاوروبية، قال الناطق باسم الرئيس الاميركي باراك اوباما ان واشنطن «ليس لديها خططا لنشر قوات برية في ليبيا»، ولكنها تؤيد قرار حلفائها بارسال مستشارين عسكريين لمساعدة الثوار الليبيين. وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه اعتبر أمس ان النقاشات التي تدور حاليا حول تدخل قوات برية في ليبيا «يستحق تفكيرا دوليا». ويأتي ذلك فيما اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع زعيم المعارضة الليبية مصطفى عبد الجليل في باريس في لقاء هو الاول من نوعه. وقال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان انه تعهد لعبد الجليل بأن تكثف فرنسا القصف الجوي على قوات القذافي. ميدانيا، قال الثوار أمس أنهم خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات القذافي في مصراتة وقتل ثمانية أشخاص غالبيتهم من المدنيين. وقال ناطق باسم المعارضة لوكالة «رويترز» ان «قتالا ضاريا يجري الان في شارع النقل الثقيل المؤدي الى الميناء. وتحاول قوات القذافي السيطرة على هذا الشارع من أجل عزل المدينة». واضاف ان المعارضين «يسيطرون الان على نصف الشارع والنصف الاخر يسيطر عليه جنود القذافي وقناصته» في اشارة الى «شارع طرابلس». فيما قال تلفزيون «الجزيرة» ان طائرات الاطلسي قصفت قوات القذافي قرب مدينة أجدابيا شرق ليبيا.