تشهد العاصمة الليبية نشاطا دبلوماسيا مكثفا لرسم خارطة الطريق بعد نظام القذافي، حيث التقى رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل أمس المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان. ويتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي طرابلس اليوم. وعبرت الولاياتالمتحدة عن تأييدها الواضح للحكام الجدد في ليبيا عندما زار مبعوث كبير العاصمة وأشاد بجهودهم لتأكيد السيطرة على المجموعات المسلحة بعد ثلاثة أسابيع من الإطاحة بمعمر القذافي. وطمأن فيلتمان عبدالجليل مؤكدا استمرار دعم حلف الأطلسي. وقلل من المخاوف من هيمنة متطرفين. وينتظر أن يزور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «الذي يشعر بسعادة للزخم الذي كسبته حملة إعادة انتخابه نتيجة للمساعدة في الإطاحة بالقذافي» اليوم طرابلس حسبما أشارت وسائل إعلام فرنسية. وطالب الاتحاد الأوروبي أمس بوقف أعمال القتل والاعتقال التعسفي من الجانبين، خاصة الهجمات على الليبيين والأفارقة الذين توجه إليهم اتهامات على نطاق واسع بالقتال في صفوف كتائب القذافي. وقال عبدالحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي إن مقر المجلس ورئيسه سيظل في بنغازي وليس في طرابلس على الأقل حتى تحرير المدن الباقية في أيدي مؤيدي القذافي وإعلان التحرير الذي قال بعض مسؤولي المجلس إنه يتوقف على العثور على القذافي أو قتله. ولم يشاهد القذافي علنا منذ يونيو (حزيران) الماضي لكن المتحدث باسمه موسى إبراهيم عبر هاتف يعمل بالأقمار الصناعية لرويترز قال إن «الزعيم» البالغ من العمر 69 عاما لا يزال في ليبيا وفي حالة معنوية جيدة ويجمع قواته ليقاتل. وأضاف إبراهيم أن القتال أبعد عن الانتهاء مما يتصوره العالم قائلا إن معسكر القذافي لا يزال قويا جدا وجيشه لا يزال قويا ولديه آلاف مؤلفة من المتطوعين. وتحاصر قوات الحكومة المؤقتة واحدة من تلك المعاقل الأخيرة وهي بلدة بني وليد على بعد 180 كيلومترا جنوبي طرابلس؛ فضلا عن سرت مسقط رأس القذافي على البحر المتوسط وسبها في عمق الصحراء بالجنوب. وبعد أسبوع من القتال دعت قوات المجلس في بني وليد السكان إلى الرحيل قبل اقتحام البلدة. وغادرت عشرات السيارات بني وليد أمس فيما بثت قوات المجلس رسائل طلبت فيها من السكان الرحيل.