وضع الارتفاع الجنوني لأسعار الذهب في الأسواق العالمية أصحاب محال الذهب في السوق السعودية في حيرة شديدة حول ما إذا كانت الأسعار ستواصل الصعود أم تهدأ قليلا وتعاود الانخفاض بعدما حقق السعر رقما قياسيا تاريخيا جديدا بتخطيه للمرة الأولى عتبة 1500 دولار للأونصة في هونج كونج « نحو 1504.7» دولار في السوق مقابل 1494 دولارا أمس الأول، وتوقع بعض الخبراء الأجانب وصول الأونصة إلى 1700 دولار خلال الأشهر القلية المقبلة مدفوعا بمجموعة ظروف في طليعتها ضعف الدولار وتصاعد الضغوط التضخمية والمخاوف المستمرة بشأن التضخم وديون الدول الأوروبية. وقال المحلل في مصرف ستاندرد تشارترد دان سميث لوكالة فرانس برس إن «المخاوف بشأن الدولار والتوجهات التضخمية هما العاملان الأساسيان اللذان يدفعان الذهب في الوقت الحاضر» بعدما سجلت العملة الأمريكية تراجعا واضحا بوصولها الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوياتها مقابل اليورو منذ يونيو 2010 ما يعد مواتيا لارتفاع الذهب مع توجه المستثمرين أكثر إلى شراء المعادن الثمينة المسعرة بالدولار. أما المحلل في شركة في تي بي للسمسرة في بورصة الذهب أندري كروشنكوف فأشار إلى أن عودة المخاوف بشدة بشأن الديون السيادية في منطقة اليورو وزيادة المضاربات على إعادة هيكلة الدين اليوناني، دفعت المستثمرين للتوجه إلى الأصول الأكثر أمانا وهي المعادن الثمينة التي تشكل ملجأ آمنا. ومما يساهم في ارتفاع أسعار الذهب التضخم المتزايد في معظم الدول على خلفية ارتفاع أسعار النفط التي بلغت حاليا أعلى مستوى لها منذ صيف 2008. أما المحلل في شركة سبريد كو البريطانية إيان أوساليفان فلفت إلى أن «عتبة 1500 دولار قد تثير على المدى القريب تجاذبات في السوق» وقال إن بعض المستثمرين على المدى البعيد الذين كانوا يعتبرون هذه العتبة هدفا، قد يرون فيها فرصة لجني أرباح وقد ينتقلون إلى البيع» من دون أن يستبعد تراجع الأسعار بشكل مؤقت. ويرى رئيس مكتب جي إف إم إس المتخصص في تجارة المعادن النفيسة فيليب كلابويك أنه من المحتمل أن تنخفض الأسعار مجددا عن 1400 دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لكن خبراء ومختصون في شؤون المعادن الثمينة في دبي رأوا صعود أسعار الذهب نحو 1700 دولار بنهاية العام الحالي بسبب ارتفاع أسعار النفط وتباطؤ وتيرة الانتعاش الاقتصادي، وتراجع الدولار مقابل العملات الأخرى. وقال الخبير حمد العوضي «لا أسباب حاليا تدفع أسعار الذهب للانخفاض، وكل العوامل الحالية تؤكد مواصلة تسجيله مستويات تاريخية جديدة ومن بين هذه الأسباب ارتفاع أسعار النفط والمخاوف بشأن الضغوط التضخمية، وعدم تجاوب الدولار مع خطط دعم الاقتصاد الأمريكي، والتشاؤم بخصوص مدى فاعلية الحزم التنشيطية للاقتصاد العالمي، ما قاد صناديق الاستثمار العالمية للجوء للاستثمار في الذهب باعتباره استثمارا آمنا». ولفت العوضي إلى أنه على الرغم من صعوبة التكهن بأسعار الذهب لعدد من العوامل إلا أنه في حال استمرت الأوضاع الحالية سواء فيما يتعلق بالجانب السياسي أو الجانب الاقتصادي فإن سعر الأونصة سيخترق 1700 دولار قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أن بعض الأمور الأخرى تتحكم في تحديد أسعار الذهب من بينها مدى إمكان لجوء بعض الدول لتسييل ما بحوزتها من ذهب قبيل نهاية العام، بالإضافة إلى الحروب والأزمات السياسية التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط.