- في النصر براكين لا تهدأ، ففي كل موسم لا بد من قضية وتحد، وهو المحاصر الآن بقضية تجديد عقد سعد الحارثي كما حصل قبل ثلاثة مواسم، وهذه المرة تختلف عن سابقتها، حيث يبدو أن غالبية جمهور النصر بدأ يتعامل مع الموضوع بشكل مختلف، فالمسألة أصبحت عطاء ومجهودا تراكميا وليست تسويقا (بكائيا) كما يفعل وكيل أعماله. - من الطبيعي أن يبحث أي لاعب عن أكبر قدر ممكن لتجديد عقده، فإذا أراد ستة ملايين سيطلب عشرة حتى لا يحصل على أقل من طموحه وقت المفاوضات، والإدارة ستقوم بالفكرة نفسها، فإذا أرادت التجديد بستة ملايين ستقدم مبدئيا أربعة ملايين حتى لا تنفق أكثر مما وفرت لمثل هذه الصفقات، لكن أتمنى ألا يسلك سعد ووكيل أعماله غير الطبيعي والمعقول ويطالبون بمبالغ خرافية، لأن هذا (الابتزاز) الذي يساعده فيه إداريون سابقون ومراسلون في النصر يختفون اليوم تحت معرفات المنتديات سيضر بموقفهم أمام الجمهور. - العرض الشبابي الذي تروج له الأسماء نفسها وقت بدر الحقباني لن يغير من الواقع شيئا، فالحقباني ذهب للشباب وبقي النصر ولم يخسر، وقد يحصل الأمر نفسه مع الحارثي. بدر ذهب بعدها إلى الفتح ولا ندري إلى أين سيذهب سعد. - لن أكون مجحفا بحق سعد كلاعب (حماسي) ويعرف كيف يساعد زملاءه ولا يختلف بذلك عن الكابتن المعتزل صالح الداوود، وهذا أكبر شيء قدمه للنصر في الفترة الماضية، وهذا ما يراه المنصفون. أما سعد فيرى أنه وصل عتبة المجد وفوق النقد وكل المدربين أهملوه والبعض حاربه، وهذه الصراعات هي تغذية فكرية ممن حوله لن تقوده بعيدا. - الحارثي تقاضى عن الثلاث السنوات الماضية ستة ملايين بمعدل مليونين سنويا، بينما النجوم الجدد لا يتقاضون سنويا أكثر من مليون ونصف المليون، فكيف أخذ الغير أكثر من الحارثي ماديا مع أنهم تفوقوا عليه ميدانيا؟ - بين النصر والحارثي، مسألة عطاء وأرقام وليست بكائيات يقودها محرجون، فالنصر ليس كما كان سابقا يقف على قدم واحدة وانتقال لاعب لن يغير منه شيئا، بل يعطيه الرغبة في البحث عن الأفضل.