تنتظر جماهير نادي النصر ما يسفر عنه اجتماع لاعب فريقها الأول لكرة القدم سعد الحارثي ووكيل أعماله ذيب الدحيم مع إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن تركي بن ناصر من أجل بحث أمور تجديد عقده بعد دخوله فترة الستة أشهر دون أن يقدم له أي عرض حتى الآن. ومن المقرر أن يعقد الاجتماع المنتظر خلال أقل من 48 ساعة بعد عودة اللاعب مع وكيل أعماله من القاهرة التي يتواجدان فيها لأمر شخصي حسب ما أكده ذيب الدحيم الذي أشار إلى أنه سيجتمع مع الإدارة لحسم الأمور موضحا أنه لم يتلق أي عرض رسمي لتجديد عقد اللاعب من نادي النصر أو أي عرض من ناد آخر سواء كان محليا أو خليجيا. وكان غياب سعد الحارثي عن حضور اجتماع لاعبي فريق النصر مع الأمير فيصل بن تركي بعد عودته من رحلته العلاجية في أمريكا قد حرك المياه الساكنة بعد أن توقع البعض أن ذلك رفض صريح من الحارثي الاقتراب أكثر من إدارة ناديه والجلوس على طاولة المفاوضات وهو الأمر الذي نفاه وكيل أعماله ذيب الدحيم جملة وتفصيلا عندما أكد أنهم لم يعلموا عن الاجتماع إلا بعد الوصول إلى مصر في رحلة خاصة. وأخذ تجديد نادي النصر لعقد لاعبه سعد الحارثي مسارا بين المد والجزر في ظل كثرة الأنباء التي تتردد في هذا الخصوص حيث يرى البعض أن الحارثي من أبناء نادي النصر وله الحق في الحصول على عرض يليق بماضيه، بينما يرى البعض الآخر أنه لا مكان للعواطف وأن اللاعب يجب أن يأخذ بمقدار ما يقدمه من عطاء. ومن ناحيته يؤكد عضو مجلس إدارة نادي النصر السابق عبدالعزيز الدغيثر أهمية توصل النصر والحارثي إلى اتفاق لتجديد العقد بمبلغ معقول عطفا على ما يقدمه اللاعب فعليا لفريقه «يجب أن يتوصل الطرفان لاتفاق بينهما وإن كنت أرى أن مبلغ ثلاثة ملايين ريال مجزأة على ثلاثة مواسم هي حقه عطفا على ما قدمه فالعقود في الأندية هي استثمار قائم على العطاء وسعد لم يقدم ما هو مأمول منه في الأعوام الأخيرة». وعن دور الإصابة في انحدار مستوى اللاعب نفى الدغيثر ذلك «لم يكن للإصابة دور فيما وصل له الحارثي فالشمراني وهزازي عادا بعد إصابة مماثلة نتيجة لتأهيلهما الجيد وأنا لا أعلم شيئا عن تأهيل الحارثي». وشدد على أن الحارثي قدم مستويات جيدة خلال فترة الإدارة السابقة وهو مصاب «اللاعب قدم مستويات ملفتة في عصر الإدارة السابقة رغم وجود لاعبين أقل من الموجودين معه حاليا وهذا يعني أن سعد متى ما أراد العودة سيعود نجما جماهيريا بعطائه كما كان». ورفض الكاتب الرياضي عبدالعزيز السويد الدخول في متاهة تقييم قيمة العقد «سأترك الخوض في قيمة العقد جانبا فالقضية لا تعدو أنها أرزاق يهبها الله لمن يشاء ولكن لا ننسى أن سعد ابن من أبناء النادي نشأ وترعرع فيه ومر بجميع مراحل النادي السنية وهو نجم جماهيري ورجل أكاديمي يعرف ما له وما عليه ولكن نحن في عصر الاحتراف الذي يعني إبعاد العواطف جانبا والبقاء دائما للأصلح فهو يعلم أن عودته تحتاج لعمل كبير وتفهم عميق منه وهذا هو المهم عند الجماهير النصراوية التي تنتظر منه الكثير». وألمح السويد على وجود معايير تحكم قيمة العقد عند الأندية «أعتقد أن هناك معايير تسير عليها إدارات الأندية في تقييم عقود لاعبيها كمردود اللاعب وسلامته من الإصابات عن طريق الكشف الطبي الذي يحدد مدى فائدة وجوده ومردوده على الفريق وهذا ما يجب أن تقوم عليه إدارات الأندية». من جانب آخر نفى المتحدث الرسمي لنادي النصر طارق بن طالب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن قيمة العرض المقدم للاعب سعد الحارثي وأنه لم يتم تقديم عرض له حتى الآن ووصف ذلك بالاجتهادات الصحفية «لم نبت في عرض الحارثي حتى الآن». ودعا الجميع في نهاية حديثه إلى أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة بعيدا عن الاجتهادات كما أكد على أنهم سيتعاملون بشفافية مع كل ما يستجد في الساحة النصراوية ومنها عرض اللاعب سعد الحارثي الذي سيعلن عند الاتفاق على كل الأمور. وعلى الصعيد الفني يرى المدرب الوطني علي كميخ أن العلاقة بين سعد الحارثي ونادي النصر علاقة محبة وارتباط وثيق «لا يجرؤ أحد على تجريد العلاقة بين سعد الحارثي ونادي النصر لأنها علاقة أزلية قائمة على المحبة والارتباط الوثيق بينهما وهو أحد اللاعبين المميزين المعروف بإخلاصه ووفائه للنصر ولجماهيره التي بادلها محبة بمحبة». وأكد كميخ أن سعد لم يأخذ حقه مؤخرا «مرت في الأعوام الأخيرة فترة ركود بين النصر وسعد الأمر الذي لم يمكنه من أخذ حقه كاملا وهو الذي كان يقود فريقه إلى عمل فني مميز وأتمنى أن يختتم حياته في النصر فقد ارتبط الاثنان معا». وأضاف «سعد لم يهبط مستواه بداعي الإصابة ولكن من وجهة نظر خاصة فإن المدربين الذين مروا على النصر في المواسم الأخيرة هم من أضاعوه وأضاعوا معه بعض اللاعبين أمثال ريان بلال وعبدالرحمن القحطاني وغيرهما وهذا ما يجب أن تأخذه الإدارة النصراوية في الحسبان في تعاقدها مع المدرب الجديد بأن يكون لديه جهاز فني متكامل يستطيع به إعادة تأهيل لاعبي النصر». وعن الأخذ والرد في قيمة عقد اللاعب قال كميخ «من مصلحة سعد وناديه النصر الوصول إلى حل مرض بينهما فما قدم لسعد لا يليق بتاريخه وجماهيريته، فأرى أن يكون العقد ثلاثة ملايين ريال على ثلاثة أعوام، وهذا حل قد يكون مرضيا رغم أنها قليلة في حقه» .