اتهم المعارضون الليبيون ومنظمة هيومن رايتس ووتش قوات الزعيم معمر القذافي باستعمال قنابل عنقودية محظورة في مصراتة، المدينة الساحلية الكبيرة غرب البلاد التي تتعرض إلى قصف كثيف منذ عدة أيام، لكن النظام نفى ذلك. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية استنادا إلى صور نشرتها، أن قوات القذافي استعملت قنابل عنقودية من عيار 120 ملم مصنوعة في إسبانيا قبل عام واحد من توقيع هذا البلد المعاهدة الدولية حول القنابل الانشطارية، خلال معارك مع المعارضين. وقد دخلت معاهدة دولية تحظر الأسلحة الانشطارية حيز التنفيذ عام 2010، لكن ليبيا لم توقعها. استهدفت غارات شنها حلف شمال الأطلسي، أمس، سرت الساحلية مسقط رأس القذافي، التي يسكنها نحو 120 ألف شخص والواقعة على بعد 600 كلم شرقي طرابلس، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الليبية التي لم تكشف عن مزيد من التفاصيل حول المواقع المستهدفة. وقد هاجمت طائرات الحلف المدينة، الجمعة، بحسب ما ذكرت الوكالة في حينه. وأعلنت الوكالة، بعد ظهر أمس، أن منطقة الهيرة الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غربي طرابلس استهدفت أيضا بغارات للأطلسي، دون تقديم تفاصيل إضافية. ميدانيا، قصفت كتائب القذافي، أمس، مواقع المعارضة على الطريق بين أجدابيا والبريقة شرق ليبيا، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح. ويحمل الجرحى آثار حروق واضحة وسينقل عدد منهم إلى بنغازي الواقعة على بعد نحو 160 كلم شمال أجدابيا، حيث توجد مستشفيات أفضل للعناية بهم. ودارت معارك ضارية بين الطرفين غربي أجدابيا، حيث يحاول المعارضون التقدم نحو البريقة مستفيدين من قصف طائرات الأطلسي لمواقع قوات القذافي. وتبعد البريقة نحو 80 كلم عن أجدابيا. على الصعيد الإنساني عزز حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي تنسيقهما بهدف القيام بعملية إنسانية يعدها الأوروبيون في مصراتة. وسيعقد اجتماع في هذا الصدد «خلال الأسابيع المقبلة». وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بأن مسؤولين أمريكيين كبارا في الحلف الأطلسي أكدوا أن قوات الحلف تنقصها قنابل تصيب أهدافها بدقة وأنواع أخرى من الذخائر. وأوضحت الصحيفة أن هذا النقص يعكس الحدود التي تحول دون استمرار بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى، على المدى الطويل، في عملية عسكرية متواضعة نسبيا، لكنها لم توضح سبب هذا النقص. وقد تولى الحلف في 31 مارس قيادة العمليات العسكرية التي بدأها في 19 مارس تحالف دولي بقيادة أمريكا وفرنسا وبريطانيا. ورفضت أمريكا العودة إلى خط المواجهات في ليبيا بعدما سحبت طائراتها القتالية من العمليات. وتشارك ست فقط من الدول ال28 الأعضاء في الحلف حاليا في الغارات الجوية على القوات الليبية. وعلى صعيد آخر، اقترح وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرليه تحويل الأموال الليبية المجمدة إلى الأممالمتحدة لاستخدامها في دفع مساعدات لضحايا النزاع الدائر في ذلك البلد ولتخفيف معاناة جميع سكانه، بحسب مجلة دير شبيغل الأسبوعية. وكشفت المجلة أن مذكرة داخلية أصدرتها وزارة الاقتصاد قالت إن ألمانيا جمدت أرصدة بقيمة ستة مليارات دولار تعود إلى القذافي أو للدولة الليبية تماشيا مع العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي. وحذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من أن انعدام التمويل الكافي قد يقوض جهودها الرامية لتوفير المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المشردين بسبب الاضطرابات في ليبيا. وذكرت أنها تلقت حتى الآن نصف التمويل المطلوب للعملية مناشدة المانحين بتوفير مبلغ 5. 68 مليون دولار لتغطية عملياتها الطارئة في البلاد لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر