ضربت مالكة إحدى المدارس الأهلية بالرياض مثالا حيا في أداء رسالتها حينما تحولت إلى مصلحة اجتماعية لذات البين، وأنقذت العديد من الأسر والبيوت من التفكك والضياع وتشريد الأبناء، وذلك من خلال التفاعل مع مشكلات الطلاب والطالبات من صغار السن والعمل على حلها في محيط العائلة وتقديم الاستشارات والحلول. وأكدت السيدة «أم حمود»، وهي مدرسة متقاعدة ولديها خبرة طويلة في العمل التربوي أنها لا ترجو من علمها سوى المثوبة من رب العالمين، موضحة أنها تقوم بأدوار تعدها واجبا دينيا واجتماعيا، وتقول: «مدرستي حضانة وروضة وتمهيدي، وكنت حريصة على اختيار المعلمات بدقة وفق معايير وضعتها بنفسي من أجل أن نخرج طلابا نموذجيين يجيدون حفظ الحروف والأرقام العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى القرآن الكريم والعديد من المهارات الفنية والحركية»، وأضافت: «كنت أقرأ في عيون الأطفال كل شيء، وبدأت في التغلغل في مشكلاتهم وهمومهم بالتواصل مع ذويهم، والحديث معهم حول المشكلات التي يعانيها الأطفال وتؤثر فيهم بشكل مباشر في المنزل وباقي مناحي حياتهم»، وألمحت إلى أنها تمكنت من الدخول في عدد كثير من القضايا بعد أخذ الإذن وموافقة العائلة لحل المشكلات: «أشعر بأن علي دورا اجتماعيا يجب القيام به، كنت أحزن كثيرا لانكسار بعض الأطفال الصغار أمامي، وعندما أتحدث معهم يبكون، لذلك عملت على حل المشكلات التي يواجهونها لتوفير البيئة المناسبة لنشأتهم داخل المنزل وخارجه»، مبينة أن العمل التربوي يتطلب ذلك، وأن طبيعة عمل المعلم أو المعلمة يجب أن يتعدى قاعة الدرس إلى مجالات الحياة المختلفة. وتمنت «أم حمود» في حديثها مع «شمس» أن يقوم كل التربويين والتربويات بواجبهم الإنساني للتغلب على المشكلات التي تواجه الطلاب، ودفعهم بشكل إيجابي إلى المستقبل ليكونوا أشخاصا مؤثرين قادرين على التغلب على العقبات والمشكلات التي تواجههم .