أكد الزعيم الليبي معمر القذافي تصميمه على «سحق الأعداء» وتوعدت قواته بأن قدومها بات وشيكا إلى بنغازي، معقل المعارضين، فيما بقي الغرب عاجزا عن وقف القمع الدموي الذي يتعرضون له. وأعلن نجله سيف الإسلام أن طرابلس مولت حملة نيكولا ساركوزي للانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2007 وطالبه ب «رد الأموال» مهددا بكشف «إثباتات» على ذلك. وفي وقت تسعى فيه فرنسا وبريطانيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز فرض حظر جوي على ليبيا، قال سيف الإسلام: «العملية العسكرية ستنتهي في غضون 48 ساعة. أي حظر جوي يتكلمون عنه؟». طلب الجيش الليبي من سكان بنغازي إلقاء السلاح مع تقدم قواته باتجاه معقل المعارضين المسلحين استعدادا لما قد تكون المعركة الفاصلة في الانتفاضة ضد حكم العقيد معمر القذافي. وسقطت بلدة أجدابيا، التي تبعد 150 كيلومترا جنوبي بنغازي على خليج سرت، في يد القوات الحكومية بعد أن تقهقر أغلب المعارضين الذين كانوا يدافعون عنها تحت وابل من نيران المدفعية. وأكد أحد قادة المعارضين أن الذين بقوا هناك سلموا سلاحهم. وفي بنغازي، مقر المجلس الوطني الانتقالي المعارض، بدت الحالة خليطا من التحدي والتوتر. وتوقع بعض السكان إراقة دماء في حين أبدى آخرون ثقتهم في أن المعارضين سيتمكنون من تحقيق النصر على هجوم قوات الحكومة. واستعادت القوات الموالية للقذافي مجموعة من البلدات الساحلية على مدى 11 يوما مبددة المكاسب التي حققتها المعارضة المسلحة في وقت سابق في إطار الانتفاضة ضد حكم القذافي. واستعادت الحكومة السيطرة الآن على أغلب المنشآت النفطية المهمة في البلاد. ووصف بيان للقوات المسلحة الليبية على التليفزيون الحكومي الهجوم باعتباره عملية إنسانية لإنقاذ شعب بنغازي، وقال إن القوات لن تنتقم من أي معارض إذا استسلم. ودعا البيان السكان إلى حث أبنائهم على تسليم سلاحهم للقوات المسلحة أو القيادات الشعبية والامتناع عن المقاومة والتخريب ليشملهم العفو. وقال سكان بنغازي إنهم عثروا على منشورات ملقاة في الشوارع تخبرهم كذلك بأنهم لن يعاقبوا إذا أوقفوا القتال. وأتاح الاستيلاء على بلدة أجدابيا المفصلية عدة خيارات أمام جيش القذافي في المنطقة الصحراوية التي قاتل فيها القائد البريطاني مونتجومري الألمان بقيادة الجنرال روميل في الحرب العالمية الثانية. وبإمكان الجيش الليبي التقدم شمالا على الطريق السريع الساحلي إلى بنغازي أو التوجه شرقا إلى طبرق التي تبعد 400 كيلومتر لعزل عاصمة المعارضين. وذكرت تقارير أن وحدات القوات الخاصة بالجيش الليبي التي يقودها خميس والساعدي ابنا القذافي تحركت باتجاه الجبهة، أمس، الأول. أما جيش المعارضين المكون أساسا من شبان متطوعين غير مدربين بشكل كاف ومنشقين عن الجيش فقد انهالت عليه نيران المدفعية والدبابات والطائرات المقاتلة من جانب قوات القذافي. ويعقد وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الإسلامي اجتماعا استثنائيا، بعد غد، في جدة لمناقشة الوضع في ليبيا حسبما أفاد بيان للمنظمة. وأوصى مندوبو المنظمة التي تضم 57 عضوا بعقد اجتماع وزاري طارئ للدول الأعضاء وبأن يؤيد الوزراء الحظر الجوي على ليبيا التي شارك مندوبها في الاجتماع. وتواصل فرنسا وبريطانيا الدعوة إلى عملية عسكرية ضد ليبيا حيث تواصل القوات الموالية للقذافي تقدمها في اتجاه بنغازي، فتنشطان لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يتضمن تفويضا بإقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا