الصحوة الفنية المفاجئة التي ظهر عليها الفريق الهلالي في مباراة النصر الأخيرة، لا يجب أن يعكر صفوها عودة بعض اللاعبين لخارطة التشكيلة الأساسية.. فالجهاز الفني مطالب بتحقيق قدر كبير من الاستقرار على مستوى العناصر والخطة والتكتيك بالشكل الذي يضمن استمرار ارتفاع المستوى الفني والدافعية الهجومية في المباريات القادمة بدءا من لقاء الغرافة، فالثبات والاستقرار الخططي والعناصري والتكتيكي هو جزء من شخصية أي فريق وسر من أسرار تفوقه.. في حين أن الاستمرار في التغيير يفقد الفريق تركيزه ويسلب منه قوته. وفي هذا الصدد لا بد أن يتوصل الجهاز الفني للفريق الهلالي في القادم من الأيام إلى صورة نهائية وثابتة.. يستطيع معها الفريق العودة إلى سابق عهده الهجومي الضارب.. وتمسكه بزمام المبادرة في كل مباراة.. وفي تصوري الشخصي أرى أن الفريق ستعود له قوته كاملة متى ما عاد ياسر القحطاني إلى مستواه المعروف.. خاصة في ظل ملاءمة طريقة «كالديرون» التكتيكية ل «ستايله» المميز بوجود الثنائي الفريدي والشلهوب اللذين باستطاعتهما إعادة ياسر إلى سابق مجده الهجومي.. ومع هذا كله أرى أن ياسر هو الأحق بالحصول على فرصة اللعب في خط الهجوم بدلا من أحمد علي.. على اعتبار أن عودته الفنية لا يمكن أن تأتي وهو على مقاعد الاحتياط.. خاصة أن جميع المباريات الماضية أثبتت أن الإمكانات الفنية المتواضعة للمهاجم المصري تحتاج إلى مدة أطول للتجريب على حساب مصلحة الفريق الهجومية.. وبالتالي فإن «ياسر» يحتاج إلى الدعم الحقيقي المتمثل في حصوله على فرصة اللعب بشكل أساسي.. وهو المهاجم الذي نعرفه إمكاناته الفنية الفارقة مقارنة بغيره من اللاعبين في الفريق.. ولعل الجميع يدرك حجم الفارق الفني في الفريق الهلالي عندما يعود «القناص» إلى ممارسة هوايته المفضلة في هز الشباك.. ووقتها ستصبح كل الآمال الآسيوية المعلقة أقرب للحقيقة.. فالحلم لن يحققه إلا ياسر والكبار أمثاله من زملائه اللاعبين. أخيرا، المرحلة المقبلة للفريق الهلالي لا تحتمل المزيد من التجريب.. فالفرصة يجب أن تمنح لمن يستحقها.. سواء كانت لياسر أو المحياني أو غيرهم.. والأهم ألا تقترب أبدا من أحمد علي والجيزاني!