من يتعايش مع سحر كرة القدم ويشعر بمتعتها، ويؤمن برسالتها العظيمة تجاه الشعوب، وتأثير مفاهيمها العميقة على النفس البشرية، ويرى أنه بحاجة إلى من يعزز لديه هذه القناعات لتنوير مجتمعه الرياضي المحيط به، عليه أن يهرول مسرعا نحو معرض الرياض الدولي للكتاب وتحديدا صوب «دار طوى» تلك الدار السعودية الفتية الواعدة.. حيث سيجد «عادل الحوشان» بابتسامته المعهودة وهدوئه اللافت.. يشير بسبابته للكتاب الأثمن والأمتع والأجمل «كرة القدم بين الشمس والظل» للمؤلف العالمي الأورجوياني «إدواردو جاليانو» بترجمة المبدع صالح علماني، فإذا وجد هذا الكتاب عليه أن يشتري منه كميات كبيرة.. وكبيرة جدا لأن عملية التفرد باقتناء نسخة وحيدة من هذه النوعية من الكتابات الإبداعية مغامرة غير مأمونة العواقب.. خاصة من قبل الأصدقاء الذين سيضعونك تحت طائلة اللوم والعتب إلا إذا انتزعوا منك نسختك اليتيمة انتزاعا كردة فعل طبيعية على عدم إهدائهم المزيد من النسخ.. أما إذا كنت تعشق المجازفة وقررت الإقدام على مثل هذه الخطوة والعيش تحت وطأة القلق والتوجس خشية اختفاء نسختك عن الأنظار حتى لو كانت معك في سيارتك، على طريقة بعض إعلانات الخيال العلمي الصارخة.. فعليك حينها التواري عن الأنظار ومصافحة جميع أحبابك برسالة نصية من جوالك ترشدهم إلى هذا الكتاب الساحر.. الذي يرسم عوالم فنية جديدة للساحرة المستديرة.. فالمسألة مع هذا الإصدار مختلفة تماما عن بقية الإصدارات المتكومة بين أرجاء المعرض.. فغير أنه يتعلق بسرد اللحظات الفاتنة والذكريات الجميلة مع كرة القدم بطريقة إبداعية محلقة لهذا المؤلف العملاق الذي كتب مذكراته الرياضية قبل أكثر من 16 عاما.. فهو يأتي في وقته المناسب خاصة بالنسبة إلى مجتمعنا الرياضي الذي يكتظ بأصحاب الذائقة الرديئة والمتشنجين فكريا الذين يتعاطون مع كرة القدم من زوايا ضيقة جدا لم تدخل قاموس «جاليانو» الرياضي على الإطلاق.. ويعتبرون المتعة أمرا ثانويا لهذه الرياضة.. في حين أن منطلقات صاحبنا الأورجوياني ومرتكزاته كلها تصب في قالب واحد اسمه «المتعة».. المتعة.. المتعة.. يا ناس يا عالم.. ولهذا فقد اصطحبت عشرات النسخ وأهديتها لأكثر المتقوقعين عند نقطة «هلال ونصر».. فربما يدرك هؤلاء أنهم لم يكتشفوا السر يوما ما!