دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي، شباب الإسلام إلى ترك الفتنة وأهلها ومقاطعتهم، مبينا أن الإصلاح بجميع أنواعه في نهج الدين الإسلامي الحنيف، وأنه منوط في كل شيء بولي الأمر ونوابه فيما يخص الأمور العامة ويستشيرون في هذا علماء الشريعة فهم أعرف بما يدل عليه الكتاب والسنة وبما فيه الخير للعامة والخاصة. وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد النبوي، أمس، أن التحريض على الفتن ليس من النصيحة، مؤكدا أن التناصح بين الراعي والرعية رغب فيه الإسلام. وشدد الشيخ الحذيفي على أن من أعظم النعم نعمة الأمن وتيسر الأرزاق «الأمن من كيان الإسلام ولا تظهر شعائر الدين إلا في ظله، وبالأمن تأمن الطرق وتزدهر الحياة ويطيب العيش وتحقن الدماء وتحفظ الأموال وتتسع الأرزاق وتزدهر التجارات وتتبادل المنافع ويندفع شر المفسدين والمعتدين ويأمن الناس على الحرمات والحقوق ويؤخذ على يد الظالمين والمخربين». وفي مكةالمكرمة، أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود الشريم، أن الأمم والمجتمعات المعاصرة تعيش أوج حضارتها حتى أكلت منها وشبعت فأصابها القيء بعد التخمة «من المعلوم بداهة أن التخمة لا تقل شرا عن الجوع، ونحن في هذا الزمن لدينا مخزون هائل في مجال العلم والفقه والإعلام والسياسة والاقتصاد والفكر، وحياة الناس بعامة مليئة بالخطوب ونوازل المجتمعات والأمم بين مد وجزر لا يسلم منهما مجتمع ولا يكاد إلا من رحم الله». وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام، أمس، أن النوازل الفكرية والمدلهمات الثقافية والحراك السياسي من أعظم النوازل أثرا وأخطرها تهديدا لاستقرار المجتمعات، لافتا النظر إلى أن الناس ثلاثة: حكيم ونزق وجاهل «فالحكيم الدين شريعته والرأي الحسن سجيته، وأما النزق فإن تكلم عجل وإن حدث أخطأ، وأما الجاهل فإن حدثته شانك وإن وثقت به لن يرعاك». ودعا الشريم إلى التوقي والحذر من الوقوع في الحكمة الزائفة المزوقة التي لا تستند إلى علم ولا هدى ولا منطق، وعدم الانسياق والإغراء بالعقول لتجعلنا حكاما على كتاب ربنا وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا محكومين بهما وألا تكون عقولنا قائدة وحيدة في فرز ما يصح وما لا يصح.