في اليوم التالي للمواجهات التي حدثت بين محتسبين من جهة، وزوار المعرض ورجال أمن من جهة أخرى، فوجئت العوائل الزائرة لمعرض الرياض الدولي للكتاب أمس بتفريق إجباري، حيث لم تتمكن الأسر من الدخول من باب واحد كما هو الحال أمس الأول بل تم توجيه النساء للدخول من باب «جناح الطفل» والرجال من المدخل الرئيس للمعرض. ولم يكتف بذلك، بل أخضعت الزائرات لتفتيش لحظة دخولهن لمعاينة أغراضهن الشخصية وما تتضمنه حقائبهن اليدوية، وهو ما أثار استياءهن. بدورها «شمس» وجهت سؤالا إلى أحد رجال الأمن الذين يقومون بمهمة توجيه النساء إلى بوابات جناح الطفل حول ما إذا كان هذا قرارا مؤقتا، فأجاب «حتى آخر أيام المعرض سيكون الدخول بهذه الطريقة». ولم تقف المضايقات التي واجهت النساء في المعرض عند هذا الحد، بل اعترض بعض المحتسبين طريق المتسوقات وطالبوهن بالالتزام بالحجاب الشرعي، في الوقت الذي رددن فيه عليهم بحمل أجهزتهن المحمولة وقمن على الفور بعملية التصوير مما أجبر البعض منهم على التخفي والانسحاب. وشهد المعرض أمس وجودا مكثفا لرجال الأمن، صاحبه غياب لمذيعات القنوات التلفزيونية ومنها الأولى والثقافية التابعتان للتلفزيون السعودي دون أن توضح وزارة الثفافة والإعلام والقائمون على تلك القنوات السبب، فيما حضر المقدمون الرجال بكثافة وتولوا عملية التغطية بشكل كامل طوال فعاليات يوم أمس. وحاولت «شمس» التواصل مع مجموعة من الإعلاميات ومن بينهن ميسون أبو بكر غير أنها لم تجب على الاتصال. وعلى صعيد البيع، فقد شهد المعرض حركة كبيرة أمس على الرغم من المبالغة في الأسعار، حيث اشتكى عدد من الزوار بسبب ارتفاع الأسعار، وعزا مختصون ذلك إلى إلغاء معرض القاهرة الدولي والإلغاء المرتقب للمعرض الذي سيقام في البحرين بسبب الأوضاع الأمنية هناك. إلى جانب ذلك، تفشت أخبار عن إلغاء ندوة «التغير الثقافي والاجتماعي في الخليج» التي كان مقررا أن يتحدث فيها الدكتور تركي الحمد الأربعاء المقبل وذلك على إثر التجيش الذي يقوده محتسبون عبر رسائل الجوال والمواقع الإلكترونية. وفي ذات السياق، ونقلا عن صحف إلكترونية، دعا بيان أصدره محتسبون إلى التشويش على المشاركين في البرنامج الثقافي المصاحب وعدم تمكينهم من نشر ما وصفوه ب «باطلهم» وأورد أسماء ثلاثة كتاب وصفوهم بالمشبوهين وهم تركي الحمد وسعد الصويان ومحمد النجيمي، وتم التذكير بمواعيد محاضراتهم، في إشارة إلى نيتهم للحضور من خلالها .