كلما اقترب يوم الرابع عشر من فبراير، يستنفر أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في استقصاء أثر اللون الأحمر بمحال بيع الورود، التي تخفي منتجاتها الحمراء قبل أيام من «يوم الحب».. إنه اليوم الذي يتهافت فيه شباب العالم وفتياته، على تبادل الورود الحمراء، في إطار «تقاليع» تجري منذ زمن طويل بمختلف بقاع الأرض. وتفضل معظم المحال في المملكة تجنب التصادم مع أفراد «الهيئة»، الذين لا يتسامحون مع اللون الأحمر خلال هذه الأيام، كما يروي البائع أبو بدر، الذي أرغمه أحد أفراد الحسبة على توقيع تعهد بعدم بيع الورد الأحمر حتى انتهاء هذه الفترة، وأضاف: «ثلاث جولات تفتيشية في مواعيد متفرقة وعشوائية، كانت تتأكد فيها سيارة الهيئة من أنني لا أخترق التعهد». ولا يكتفي رجال «الهيئة» بزجر المخالف أو تقريعه كما يشير البائعون، إذ تفرض عليهم غرامة مالية وسجنا لثلاثة أيام، وهي عقوبة متشددة لا تحول دون رواج الورد الأحمر كما تأمل «الهيئة»، فأسعاره تتضاعف ثلاث مرات على الأقل كما يؤكد أصحاب المحال، والاختفاء الظاهري لهذا المنتج لا يعني أن بيعه توقف، فأحد البائعين يهمس ل «شمس»، أنه يتولى إرسال «البضاعة» إلى زبائنه في منازلهم، بعد أن يخرجها من «مخبئها السري» في مستودع لا تطوله أيدي أفراد «الهيئة».