كيف يمكننا فهم أن يقوم أكثر من خمسة رؤساء بلديات فرعية بتهنئة مديرهم أمين المنطقة بمناسبة ترقيته عبر الصحف المحلية بإعلانات مدفوعة؟ وهنا العديد من الأسئلة: هل هذه الإعلانات مدفوعة من ميزانية البلديات؟ وهذه مصيبة بالطبع. لماذا لا يكتفي رئيس البلدية بالتهنئة عبر الفاكس أو البريد أو الهاتف؟ لماذا تتحول المسؤولية الملقاة على الأمين مهرجانا من الفرح المدفوع؟ وهي التي يجب أن تكون مسؤولية تستوجب الجد والاهتمام والشعور بأهمية المنصب والأمانة الملقاة على كاهله.. ولا أظن أن الأمانة والوفاء بهما مساحة للفرح والابتهاج. هل يترتب تتبعات تضر رئيس البلدية إذا تقاعس عن الإعلان المدفوع لتهنئة الأمين؟ أو سينال إن قام به ما ينفعه؟ فإن كان سيضره عدم الإعلان فإن الأمين قد وقع في المحظور، وإن كان سينفعه الإعلان فقد وقع أيضا به؟ فبأي طريقة يجب علينا فهم هذه الإعلانات؟ الاحتفال بترقية الأمين لم تنحصر برؤساء البلديات فقط، بل هناك العديد من شركات المقاولات التي بادرت بتهنئته عبر الصحف وهنا أيضا أسئلة: أي فائدة تجنيها شركة خاصة بتهنئة مسؤول حكومي بإعلان مدفوع؟ هل ينفعها أو سيضرها ذلك؟ وأقول ما قلته أعلاه بخصوص رؤساء البلديات. هل تمتلك هذه الشركات عقودا مع الأمانة أم أنها مرشحة لذلك؟ فإن كانت الأولى أو الثانية فهذه مشكلة تستوجب التوقف والتمحيص. أسئلتي أعلاه من الممكن أن تثار على أي تهنئة لموظف حكومي تشوبها رائحة النفعية.. وإن لم تشبهها فلا أعتقد أن المنصب يستحق التهنئة بل يستوجب الدعاء لصاحبه وإسداء النصائح. أعتقد أن حسن الظن هنا ليس له مكان أو مبرر.. فالمنصب الحكومي مسؤولية كبيرة لا تحتمل أي مساحة لإعلانات التزلف والانتفاع أو حتى الإعلانات البريئة.