أشعل ارتفاع أسعار الأرز في الأسواق العالمية مخاوف مستوردي وموزعي الأرز في المملكة، وكذلك من احتمالات ارتفاع أسعاره في السوق المحلية خلال الأيام القليلة المقبلة وإن كانت جولة ميدانية قامت بها «شمس» على محال بيع وتوزيع الأرز بالرياض أكدت استقرار الأسعار نسبيا وتوافقها مع مؤشرات أسعار السلع الاستهلاكية التي تعلن عنها وزارة التجارة. وقال الطيب أحمد «أحد بائعي الجملة»: «إلى هذه اللحظة لم نسمع بأي ارتفاع وما زالت الأسعار ثابتة، كما كانت ولو بدأ الارتفاع فلا أعتقد أن يكون ذا تأثير ولن يتعدى ريالا أو ريالين ونتمنى ألا يكون لذلك تأثير سلبي على السوق أو المستهلك»، فيما قال محمد عبدالرحمن «بائع جملة»: «نحن نستورد الأرز من الموردين مباشرة وعند ارتفاع السعر يبلغنا الموردون ولكن ما زلنا لا نعلم شيئا عن الارتفاع ولم يبلغنا به أحد وما زالت الأسعار بنفس الفترات السابقة». وعلى مستوى المستهلكين يقول علي الحربي 30 عاما «موظف حكومي»: أنا لست راضيا عن الأسعار الحالية ولكني مجبر على الشراء فما بالك لو ارتفعت أكثر وكما نعلم فإن الأرز من العادات والتقاليد وكرم الضيافة لدينا ولا يمكن الاستغناء عنه» مطالبا وزارة التجارة بمتابعة محال بيع الأرز لمنع بعض التجار الجشعين من رفع الأسعار بحجة ارتفاعها عالميا. وعن رؤية التجار لأسعار الأرز محليا ومدى ارتباطها بالأسواق العالمية قال المدير العام لشركة الشعلان محمد الشعلان إن تجار الأرز المحليين باتوا يدفعون ثمن جشع بعض تجار الهند التي تعد أكبر أسواق العالم تصديرا للأرز، وأرجع ارتفاع أسعاره إلى ثلاثة أسباب، أولها احتكار بعض تجار الأرز في الهند لمحصول العام الجاري. والثاني هو زيادة الطلب من قبل الأسواق الإيرانية والأوروبية والأمريكية على محاصيل الأرز الهندي «بسمتي» ثم ارتفاع الدولار أمام العملة الهندية، مشيرا إلى أن استهلاك السعوديين من الأرز يقدر بمليون طن سنويا تمثل نسبة الأرز البسمتي منه نحو80 %. إلا أن إحصاءات غير رسمية تقدر حجم استهلاك السعوديين من الأرز ب 1.1 مليون طن، وهو ما يعني أن معدل استهلاك الفرد السنوي يزيد على 48 كيلوجراما. وقال الشعلان وهو عضو اللجنة الغذائية في «غرفة الرياض»، إن الظروف الخارجية هي التي تتحكم في أسعار السلع وليس التجار كما يحاول البعض إشاعة ذلك. وعلى المستوى الرسمي قال وكيل وزارة التجارة المساعد لشؤون المستهلك صالح الخليل إن الوزارة تتابع تحركات الأسعار فى السوق المحلية في ضوء الأسعار العالمية وقال إن هناك معلومات بوصول الأسعار إلى 350 دولارا وهناك بالفعل ارتفاع طفيف فى الأسعار، ولكن كما هو معلوم فإن الأسعار عموما دائما لا تثبت بسبب خروج ودخول مشترين جدد: «ولكن الوضع مطمئن وجيد ولو وصل الارتفاع إلى أسواق المملكة فسيكون طفيفا جدا، حيث لدينا مخزون جيد من الأرز بدرجة يجعل السوق السعودية من أكثر الأسواق ثباتا في العالم».