في تعليق «جزئي» جديد، أعلنت لجنة الطوارئ الموحدة بإدارتي التربية والتعليم للبنين والبنات، أمس، عن منح طلاب وطالبات مراكز الإيواء بمدارس جدة حق الاختيار بين استكمال اختباراتهم نصف السنوية مع زملائهم في بقية المدارس، الأحد المقبل، أو تأجيلها إلى فترة لاحقة حددت بيوم السبت 30 من ربيع الأول الموافق الخامس من مارس المقبل، وأوضح بيان صادر عن اللجنة أمس «يخير الطالب أو الطالبة بين أداء الاختبار في موعده المحدد بدءا من يوم الأحد 10/ 3/ 1432ه أو تأجيله إلى الاختبار البديل بدءا من يوم السبت 30/ 3/ 1432ه»، مضيفا بأن «الطلاب والطالبات الراغبين في تأجيل اختباراتهم وعادوا إلى مساكنهم يمكنون من الدراسة ابتداء من يوم السبت 16/ 3/ 1432ه «للمرحلة المتوسطة» ويوم الأحد 17/ 3/ 1432ه «للمرحلة الثانوية»، وإذا تعذر رجوع الطالب أو الطالبة إلى سكنه، عليه مراجعة أقرب مدرسة لمركز الإيواء للاختبار أو الدراسة». وكانت لجنة الطوارئ الموحدة أعلنت في وقت سابق مواعيد استكمال اختبارات الفصل الدراسي الأول التي كانت قد علقت في فترة سابقة، حيث حدد يوم الأحد 10/ 3/ 1432ه موعدا لبدء الاختبارات للمرحلتين المتوسطة والثانوية، على أن تستكمل اختبارات مواد يوم السبت في يوم الأربعاء 13/ 3/ 1432ه للمرحلة المتوسطة ويوم السبت 16/ 3/ 1432ه للمرحلة الثانوية، فيما سيبدأ اختبار المدارس المسائية للمرحلتين المتوسطة والثانوية الساعة الواحدة ظهرا والمدارس الليلية 4:30 مساء. تشويش تأجيل الاختبارات الذي يحدث للمرة الأولى بسبب كارثة السيول والأمطار التي أضرت بمحافظة جدة في أربعاء الأسبوع الأول من الاختبارات، ألقى بظلاله على طلاب جدة الذين لم يستمتعوا بإجازة الربيع، بخلاف زملائهم في جميع المناطق، ويقول الطالب في المرحلة الثانوية سامي الحامد «إن عملية التأجيل تؤثر بشكل سلبي على نفسية الطلاب، ويفقدهم التركيز»، وتمنى الحمد أن تراعي وزارة التربية مشاعر الطلاب والطالبات وتتفهم أوضاعهم، فمعظمهم خلال الفترة الماضية لم يتسن لهم استذكار الدروس لانشغالهم بالوضع الذي كانت عليه مدينتهم، فيما فضل بعضهم السفر وقضاء الإجازة مع الأهل والأصدقاء، ما فوت عليهم فرصة المراجعة والحفظ. ويضيف الطالب في المرحلة المتوسطة خالد الصبياني «لقد ذهبت في الإجازة برفقة أسرتي إلى قريتنا، وقابلت أبناء عمومتي الذين أنهوا اختباراتهم، بينما بقي علي أسبوع كامل، ولا أخفيكم سرا أنني لم أراجع إلا مرات معدودة بعد إلحاح من أسرتي، ولا أتذكر شيئا مما درست حينها لأني لم أكن مهيأ لذلك». ويؤكد الطالب الجامعي فراس منديل أنه حزين جدا على تأجيل الاختبارات «لم يبق لي إلا ثلاث مواد، وأنتهي من دراستي، فأنا في الفصل الأخير، ووددت لو أني أديت اختباراتي في موعدها لأني كنت بجاهزية أفضل مما أنا عليه الآن»، ويضيف «من الصعب جدا أن تمر الإجازة دونما أستمتع بها بعيدا عن المذاكرة والاسترجاع، وحتى لو كان هناك جدول زمني فإن التقيد به في هذا الظرف سيكون صعبا جدا». ضغط وفيما يخص الجانب النفسي بعملية التأجيل، بين الاستشاري بمركز العلاج النفسي بجدة الدكتور شريف عزام أن لها أثرين: الأول إيجابي والآخر سلبي، ويوضح «الجانب الإيجابي يكمن في كون الإجازة تعد نوعا من الترفيه والاسترخاء للطلاب والطالبات، وتسهم في تخفيف الضغط النفسي الذي مروا، به خاصة أنهم يشاهدون من خلال الإعلام ما جرى لأحد زملائهم في إحدى المدارس الثانوية الذي توفي غرقا، وما حصل من احتجاز لبعض الطلاب والطالبات». ويزيد بالقول «كل العوامل التي مرت بجدة تؤدي أصلا إلى تشتيت الانتباه، ومن الصعوبة جدا أن يعود الطلاب إلى جو الاختبارات بالتركيز نفسه الذي كانوا عليه من قبل». موضحا أن تأجيل الدراسة هنا كان في محله، والطالب الذكي يعرف أن التأجيل كان طارئا ويسهم في إراحته نفسيا ويزيد من تركيزه على ما تبقى من مواد، أما الأثر السلبي فيقول «بعض الطلاب يخصص الإجازة للعب فقط، دون وضع جدول زمني للمذاكرة، بل بعضهم تناسى الاختبارات، وبالتالي سيجد صعوبة في استرجاع المعلومات، وهؤلاء الإجازة بالنسبة إليهم مشكلة كبيرة قد تكلفهم إعادة سنة دراسية كاملة»، ويشير عزام إلى ضرورة تدخل الأهالي وعمل برامج محددة لأبنائهم تشتمل على الجد والترفيه ليدخلوا إلى الاختبارات وهم يملكون معلومات كافية تساعدهم على التحصيل. جاهزية ميدانيا، كشفت لجنة الطوارئ الموحدة للبنين والبنات بتعليم جدة أن المدارس باتت جاهزة لاستقبال جميع الطلاب والطالبات، وأن ما نسبته 10 % فقط بحاجة إلى عمل متواصل لإنهاء أعمال الصيانة والترميم والتأهيل. كما أكد مدير التربية والتعليم للبنين بمحافظة جدة عبدالله الثقفي جاهزية، جميع المدارس التي تعرضت للأضرار من جراء الأمطار، وبين أن الدراسة ستستأنف غدا وسيكون اليوم الأول مخصصا لتهيئة الطلاب للاختبارات التي تبدأ الأحد، وأشار إلى أن المدارس جهزت ضمن خطة موحدة بين إدارتي التربية والتعليم للبنين والبنات، وشاركت فيها عدة لجان من القسم الهندسي والنشاط الطلابي والإعلام التربوي، حيث قامت هذه اللجان بعملية تشخيص المدارس أولا ثم عملية التأهيل، وبعد ذلك أتت عملية الدعم والمساندة، وكانت هناك فرق تطوعية تكاتف وتساعد هذه اللجان بجانب مشاركة فريق الكشافة الذي كان له دور كبير في المساندة ليس على مستوى التعليم فحسب بل له مشاركات مع الدفاع المدني والمرور، وغيرها من الأجهزة الحكومية. وأشاد الثقفي بعمل الفريق الضخم الذي أثمر عن جاهزية المدارس في وقت قصير، وكان ذلك بتوجيه من وزير التربية والتعليم وتوجيهات ومتابعة مباشرة من أمير منطقة مكةالمكرمة ومحافظ جدة. وأثنى وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون المدرسية الدكتور سعد آل فهيد عقب الزيارة الميدانية التي قام بها لمدارس جدة أمس واطلع خلالها على وضع المدارس النهائي وجاهزيتها على ما بذلته لجنة الطوارئ الموحدة بإدارة التعليم من جهد وعمل على مدى الأسبوعين الماضيين، وما تحقق من جاهزية تامة، مؤكدا أن جميع مدارس جدة أصبحت في كامل جاهزيتها. ونوه آل فهيد في هذا الصدد بحرص الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم ونوابه، ودعمهم للجميع في هذا الظرف الاستثنائي، معبرا عن شكره له على متابعته اليومية واهتمامه وحرصه على تذليل كل العوائق. وأعرب عن تقديره للعمل المتميز لأعضاء لجنة الطوارئ ومديري المدارس لإنجاز أعمالهم في وقت قياسي. تعميم من جانب آخر وضعت إدارتا التربية والتعليم للبنين والبنات بعض الإجراءات الطارئة للعمل بها أثناء العودة، منها «يمكن للطالب أو الطالبة ممن تضررت مساكنهم ولم يتمكنوا من العودة لمدارسهم، الاختبار في مدرسة قريبة من مقر إيوائهم، على أن يتم التحقق من شخصية الطالب أو الطالبة وصحة البيانات، وفي حالة رغبة ولي الأمر في تقديم اختبار ابنه أو ابنته في مدرسة قريبة من سكنه البديل، عليه مراجعة المدرسة القريبة منه غدا للحصول على الجدول، على إن تراعى المواد التي لم يختبروا فيها خلال الاختبارات البديلة. وأشار التعميم إلى أنه « على مديري ومديرات المدارس مراعاة ظروف الطلاب والطالبات والتعامل مع الغائبين وفق لائحة الطلاب الغائبين «أصحاب الأعذار»، وفي حالات الغياب بعذر للطلاب يضيف أسبوع الاختبار لهم حق الأسبوع الثالث بعد العودة لأداء الاختبار البديل، كما على مديري ومديرات المدارس غدا تنفيذ تهيئة إرشادية للطلاب والطالبات، وتوزيع جداول الاختبار وتنفيذ حصص المراجعة، على أن يصرف الطلاب والطالبات الساعة ال 11 صباحا، ويتم إرسال رسائل نصية لأولياء الأمور بمواعيد الاختبارات وتنظيمها وتسليم المقررات الدراسية للطلاب والطالبات في آخر يوم من الاختبارات، ويتم حصر مجموعة طلاب وطالبات الإيواء والمعلمين والمعلمات الذين تضرروا من السيول لزيارتهم والاطمئنان عليهم .