وزارة العمل رحبت في الأيام الماضية بفكرة اعتبار العمل الجزئي للسعوديين ضمن نسب السعودة، وحتى الآن الترحيب جاء ضمن قطاع الضيافة، لكن هذا الاتجاه في حال تعميمه سيكون له آثار سلبية، على الرغم أن هناك من يحاول تسويقه على أنه توجه إيجابي، من فوائده توفير الخبرة لشرائح في مقدمتهم الطلاب. السلبيات التي من الممكن أن يفرزها هذا التوجه أنه سيشكل وسيلة جديدة للتحايل على السعودة، فهناك من يبحث عن أي فكرة إيجابية إلى تحويلها وسيلة للتهرب من السعودة، والمشكلة أن هذه الوسائل لا يتم بحثها إلا بعد تحولها إلى ظاهرة، إضافة إلى أن العمل الجزئي سيفتح الباب أمام المؤسسات إلى الاستعانة بعاملين في دوام جزئي، ما يضيع وظائف بدوام كامل، خاصة أن بعض الجهات التي توظف بدوام جزئي تعطي راتبا يفوق ثلث الراتب المستحق عن الوظيفة مقابل نحو ست ساعات من العمل يوميا موزعة على ستة أيام في الأسبوع. هذا التوجه إفرازاته السلبية قد لا تقف عند حد التهرب من السعودة، أو استغلال وضع العامل الجزئي من ناحية الراتب وساعات العمل الأسبوعية، فهناك قطاعات حاليا تقف على ظهر العاملين بدوام جزئي، وأبرزها القطاع الإعلامي، فكثير من المؤسسات الصحافية والإعلامية النسبة الكبيرة من العاملين فيها يعملون بدوام جزئي، وهذا التوجه الذي تكرس خلال العقود الماضية جعلها غير جاذبة لعدم توفر الضمانات الوظيفية؛ لأن الوظيفة لم تعد أساسية، وهذا بدوره أسهم في ضعف الناتج من هذا القطاع، إلى جانب تسرب الكفاءات المهنية وتحولها إلى مجالات أخرى، ثم تعاملها مع مجالها الأصلي على أنه دخل إضافي، فيما من بقي ضمن عمله الأساسي تسبب وجود وظائف بدوام جزئي في التأثير على ما يستحق من حوافز مالية أو وظيفية، وذلك لوجود من يقبل بأجر أدنى ضمن ما تعرضه المؤسسة من ساعات عمل أو أعباء وظيفية. هذه السلبيات ضمن قطاع محدد من الممكن أن تنتقل إلى قطاعات أخرى، وبدلا من أن تكون فكرة جذابة تتحول إلى معيق لجهود مكافحة البطالة.