تتجه أنظار الجماهير الرياضية مساء اليوم صوب ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة لمتابعة مواجهة من العيار الثقيل تنافسيا وجماهيريا إذ ستقام سهرة كروية هناك تحت عنوان كلاسيكو الكرة السعودية والخليجية بين الهلال والاتحاد في مباراة مؤجلة من دوري زين السعودي للمحترفين، وينتظر الشارع الرياضي هذه المباراة بفارغ الصبر كونها مباراة تجمع الإثارة والندية والمتعة وذات طابع خاص ومختلف ومثير، وتبدو هذه المباراة من أقوى مباريات الفريقين لأن جماهير الاتحاد ما زالت تذكر خماسية الموسم الماضي وتمني النفس بالاقتراب من الصدارة الغائبة.. ومما زاد من إثارة اللقاء هو تأجيله عن موعده المقرر إذ أثار التأجيل حفيظة الاتحاديين واعترضوا عليه رسميا لذلك تبدو مباراة اليوم مشعللة قبل انطلاق الصافرة، وتعد هذه المباراة بالغة الأهمية لكلا الفريقين، فالهلال يسعى لمواصلة الصدارة وتأكيد تفوقه على الأصفر فيما الاتحاد يريد أن يواصل كسر حاجز التعادلات في دوري زين الذي ما زال يؤرق الجماهير الصفراء. قلق جماهيري الزعيم الذي حقق البطولة الودية الدولية المقامة في دبي واحتك لاعبوه بفرق أوروبية متمرسة حينما منح جابريال كالديرون الفرصة للعديد من الأسماء في صفوف الفريق ولاسيما الشابة ما زال مستواه الفني غير مطمئن وعلى الرغم من الفوز الكاسح على نجران بأربعة أهداف في كأس ولي العهد إلا أن أداء لاعبي الأزرق ما زال يشكل هاجسا لجمهوره الذي لم تطمئنه هذه النتائج كونهم ينتابهم شعور بأن الفريق يفتقد لهويته المرعبة التي تجلت أمام أنظارهم في العام الماضي، فيبدو أن كبوة الآسيوية ما زالت عالقة في أذهان اللاعبين على الرغم من مرور فترة ليست بالقصيرة، وهذا ما جعل الجهازين الفني والإداري يكثفان من الإعداد التكتيكي والبدني والنفسي طوال معسكر الفريق فضلا عن تدعيم صفوف الفريق بالتعاقد مع المصري أحمد علي وسلمان الخالدي، ويسعى كالديرون من خلال هذا اللقاء للخروج منتصرا أو على الأقل بالتعادل كونه يدرك أن الخسارة سترمي بالفريق في دوامة المواجع ولاسيما أن بعضا من الجماهير الهلالية لم تتقبل التعاقد معه وما زال يواجه انتقادات واسعة. مسلسل التعادلات في المقابل تختلف ظروف الاتحاد تماما، إذ يدخل الفريق بمعنويات مرتفعة للغاية بعد أن كسروا حاجز مسلسل التعادلات الذي لازمه في دوري زين للمحترفين، وذلك في مسابقة كأس ولي العهد وانتصاره الساحق على فريق التعاون بثلاثية دون مقابل، ويتطلع الاتحاديون لمواصلة الانتصار مدركين أهمية تحقيق الفوز على المنافس التقليدي في هذا التوقيت للانطلاق لمزاحمة الهلال والنصر على صدارة الترتيب، وتبدو خطوط الاتحاد مكتملة وجاهزة وحظوظه لانتزاع الثلاث نقاط أفضل ولاسيما أن اللقاء على أرضه وبين جماهيره التي عادة ما تكون صانعة للانتصارات الاتحادية على ملعب عبد الله الفيصل، وكان العميد دعم صفوفه بلاعبين محليين عدها النقاد من أبرز صفقات الموسم وهما المهاجم محمد الراشد والظهير راشد الرهيب اللذان سيشكلان دعامة قوية للفريق الأصفر، حيث استعد للعودة لمنافسات المسابقات المحلية في الإمارات من خلال معسكر أقامه في دبي بقيادة مدربه الجديد البرتغالي توني أوليفيرا الذي ما زال تكتيكه يكتنفه الغموض بالنسبة للمتابعين ومنهم مدرب الهلال كالديرون الذي سوف تكون هذه المواجهة هي الاختبار الحقيقي له. مباراة الصقر والقناص حين تذكر مواجهة الهلال والاتحاد سرعان ما يتبادر إلى الأذهان هدافا الفريقين ياسر القحطاني ونايف هزازي، ويبدو أن الجهازين الفني والإداري عملا على إعداد خاص بهذين اللاعبين للظهور بمستوى مميز وترجمة مجهود زملائهم، فالاتحاديون يتسلحون بالصقر نايف هزازي في خط المقدمة ويتمنى الجمهور الأصفر أن يواصل الصقر صحوته التهديفية في حين يترقب الهلاليون مهاجمهم الغائب الحاضر ياسر القحطاني الذي قد تكون هذه المباراة بالنسبة له – تحديا خاصا كونها ستمنحه دفعة قوية في الجولات المقبلة لمواصلة التهديف - ويتوقع المتابعون أن تحظى هذه المباراة بعدد وافر من الفرص، فيا ترى هل سينقض الصقر على فريسته أم أن القناص سيرسل سهامه؟! خطة الجماهير اشتعلت التحديات بين جماهير الفريقين باكرا وبالتحديد منذ إعلان تأجيل المباراة رسميا فقد صاحب التأجيل مشاركات ومواضيع مثيرة ونارية عادت مجددا قبيل انطلاق المباراة بأيام، حيث تصدر لقاء الفريقين الأحاديث في منتدياتهم، فالهلاليون من خلال موقع الزعيم وشبكة الهلال أكدوا أن الفوز على الاتحاد فرصة ذهبية لحجز لقب الدوري مبكرا وعلى الرغم من القلق الكبير الذي يساورهم بسبب ما حدث في صفقة اللاعب ياسر الشهراني فضلا عن عدم جاهزية بعض من عناصر الفريق المهمة كالحارس حسن العتيبي. إلا أن جمهور الزعيم أطلق التحدي وأعلنوا عن حضورهم مبكرا للمدرجات لحجز المقاعد التي قد تشكل هما كبيرا بالنسبة لهم – بحسب تعبيرهم – وتوعدوا بأن لاعبي الهلال سوف يخرجون من هذا اللقاء فائزين مناشدين لجنة الانضباط بالانتباه الى الأهازيج اللا أخلاقية ورصدها . في حين رفع جمهور الاتحاد من خلال رابطة جمهور الاتحاد شعار «يا نموت أو نحيا» في إشارة إلى أن هذا اللقاء إن لم يحقق الاتحاد الانتصار سوف تنتهي آماله في المنافسة على الدوري مبكرا وهو ما لا يتمناه الاتحاديون ولاسيما بعد سلسلة التجديدات التي عملوها في الفترة الأخيرة وكلفتهم الكثير من الملايين ولاسيما التعاقد مع جهاز تدريبي ولاعبين محليين مطالبين لاعبي الاتحاد بالفوز للعودة إلى أجواء المنافسة ورد دين الخماسية، في الوقت الذي نظم جمهور الاتحاد خطة لاستفزاز لاعبي الهلال ولاسيما ياسر القحطاني ورادوي .