• أكثر من سنة مرت على وداعنا لأرواح شهداء سيول جدة 2009، وذووهم يسلون أنفسهم بأن أرواحهم لن تذهب سدى بل ستكون شاحذا لبناء المدينة والحفاظ على أرواح البقية ولتكون ضميرا لجدة، ولم يعلموا أن جدة لم تحفل بموتهم واستقبلت نفس المطر بنفس الوضع. • بكل جدية، هل تعرفون مدنا في العالم تغرق بسبب المطر؟ أعرف مدنا تغرق بسبب فيضانات وأعاصير ولكن ليست أمطارا.. مدن في مناطق استوائية دائمة المطر لا تغرق.. وجدة التي تستسقي المطر طوال العام، تغرق خلال ساعتين. • معالي وزير الثقافة والإعلام.. لم يكن من المفهوم وجود ثماني قنوات للتليفزيون السعودي وأن يتابع المواطنون أخبار ما يحدث في جدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال وبعض القنوات الفضائية الأخرى.. المواطنون في جدة كانوا يحتاجون لمعلومة صحيحة وهم في وسط كم رهيب من الشائعات وانعدام للمعلومة.. في الحقيقة يا معالي الوزير لم نكن نراهن على التليفزيون السعودي ولكننا لم نكن نتوقع أن يكون مغيبا لهذه الدرجة. • من المقصرون؟ من السبب؟ من الذي أغرق جدة؟ ماذا فعلت التحقيقات؟ سيل من الأسئلة ما أجيب عنها منذ أكثر من سنة حتى أسكتها المطر مرة أخرى لتعود ثانية.. من الذي أغرق جدة؟ هل سيتكرر السؤال مرة ثالثة.. هذا ما أتوقعه ولا أتمناه. • سيول جدة أوضحت لنا كم هو رائع ونبيل الشباب السعودي الذي أصبح المنقذ رقم واحد والذي بنى شبكة تواصل عبر كل الوسائط الممكنة لمحاولة مساعدة المنكوبين بوسائله البسيطة والمبتكرة ليؤسس عملا اجتماعيا رائعا. • في تجاوز مهني مريع، استخدمت إحدى القنوات الإخبارية مصطلح «فيضانات جدة» لإيهام العالم أنه فيضان بحري كما يحدث في أي مكان آخر.. طبعا من المخزي أن يتصور أحد أن مدينة تغرق بسبب المطر!.