لم يكن إعفاء بيسيرو مفاجئا للمتابعين لعمله الفني طوال إشرافه على المنتخب؛ فاختياره للعناصر أو التشكيل المناسب للمباريات لم يكن موفقا في أغلب الأحيان، كما أن طريقة اللعب التي يتبعها جعلت المنتخب كتابا مفتوحا للمنافسين وأفقدته هويته وجعلته صيدا سهلا لهم، فضيع علينا ذهب الخليج وأملنا بذهب آسيا ليضيع الحلم الذي دق المسمار الأخير في نعشه لينهى عقده ونبدأ رحلة البحث عن جهاز فني جديد يقود مسيرة المنتخب السعودي؛ لنواصل سلسلة الإعفاءات وإلغاء عقود المدربين في ظاهرة تهدد مسيرة الكرة السعودية، سواء على نطاق الأندية أو المنتخبات، حتى وصلنا إلى أرقام يصعب على غيرنا تحطيمها لأسباب عدة، يأتي من أهمها أننا لا نعلم ماذا نريد؟ نتعاقد مع مدرب اليوم لننهي عقده أو نعفيه غدا ونحمله مسؤولية الفشل الذي بلا شك يشاركه فيه من اختاره.. حولنا منتخبنا إلى حقل تجارب للمدربين، فإن أصاب وإلا غادر لمكان آخر، ونحن نعود لنفس السلبية، وهكذا ندور ونبحث هنا وهناك لعل وعسى أن تصيب.. فالأمور لدينا تسير بالبركة نختار ونتخبط دون أسس ومعايير ودراسة لمتطلبات كل مرحلة. ولهذا عرف عنا سرعة إنهاء الارتباط دون مقدمات حتى أصبح المدربون يخشون التعامل معنا؛ فإلغاء العقد أو الإعفاء أقرب إليه من حبل الوريد، وهذا ما يجعله يعيش تحت رحمة الظروف ويشتت ذهنه ومخططاته؛ لأنه وببساطة لا يدري أينفذ قناعاته وما يراه مناسبا أم ينفذ رغبات المسؤولين عنه بتدخلاتهم؟ أم يرضخ لمطالب الإعلام الذي يملك القدرة على إبقاء المدرب أو إقالته لقناعات الكتاب وتأثير الميول عليهم بعدم اختيار لاعب أو مشاركة آخر دون النظر للمصلحة العامة؟ وبحثنا عن نتائج وقتية يحددها انتصار أو خسارة مباراة أو بطولة، فنحن نفتقد أبسط أدوات التقييم في جميع مجالات الحياة، وكل تعاملاتنا تقودها العواطف والميول. أمور غريبة تحدث لدينا لم نفهمها حتى نطالب غيرنا بفهمها، فالمدربون تنهى عقودهم وارتباطاتهم معنا ليعودوا لنا مرة أخرى والشواهد كثيرة.. ونعود لنسأل : لماذا أنهيت عقودهم؟ ولماذا عادوا؟ ليظل المدرب الوطني هو طوق النجاة الذي عليه أن يتحمل تبعات الإخفاق والفشل وسوء اختيار المدرب الأجنبي وتخبطات المسؤولين. إبراهيم الموسى. الرياض