جدلية الدراما السعودية من الصعب أن تنتهي، ومن المستحيلات أن نحصر أسباب فقرها في هذه السطور، لكن مجرد لفت نظر مع هذا التقصير الكبير من المتابع والإعلام ونقص الدعم الوزاري للدراما، «انطلاقة جديدة للدراما السعودية» في شهر رمضان خصوصا من كل عام نسمع دوي هذه العبارة في أوساط المجتمع السعودي «المتابع، الكاتب، الناقد والفنان» ومع نهاية كل رمضان نلاحظ التذمر من الجميع على هذه الأعمال التي تفتقر إلى محاكاة الواقع؛ لأنها سعودية بألسن سورية أو خليجية، فكيف نطلق عليها انطلاقة جديدة للدراما السعودية. السوق الخليجية والعربية مليئة بالأعمال الدرامية، وكان هناك حراك درامي ملحوظ في الفترة الماضية، في غالبية المحافل والمهرجانات العربية، كان هناك تواجد لرواد الدراما السعودية لنيل الجوائز والتكريم، أمثال المخرج المتألق عبدالله المحيسن، والممثل عبدالمحسن النمر والعديد، ولا تكاد تخلو المسلسلات العربية والخليجية من النجوم السعوديين، ومع ذلك لا تزال الدراما السعودية فقيرة. عدم وجود العنصر النسائي لا يزال معيقا لتقدم الدراما السعودية، وتحاول الدراما السعودية التعويض بالعنصر النسائي السعودي في الدراما باللجوء إلى الفنانات الخليجيات والسوريات لسد نقص دراما نسائية سعودية، مع العلم أن المرأة السعودية أبدعت في الدراما أمثال الفنانة ريم عبدالله، حيث تألقت ولمعت في فترة قصيرة. التليفزيون السعودي- ومن ورائه وزارة الإعلام- المعني الأول بجمود الدراما المحلية، إذ إنه لم يؤسس حتى الآن رؤية خاصة به تحدد المطلوب من هذه الدراما، وما الحدود المسموحة للكتاب الوصول إليها؟ مع ذلك نجد أن كبرى شركات التلفزة الدرامية تعود إلى ملاك سعوديين. إلى متى الدراما السعودية ستبقى على هذه الحال؟ هناك العديد من المهرجانات والمسابقات والدعم الحكومي والإعلامي للدراما في الدول العربية، لم لا نجد مثل هذا الدعم للدراما في السعودية؟ سعيد الباهلي. جدة