إذا كان المثل الحجازي يقول «ليالي العيد تبان من عصاريها» فإن ليالي البرتغالي بيسيرو كانت واضحة المعالم منذ ودعنا تصفيات كأس العالم على يد كوريا الشمالية في الرياض.. آنذاك تم اغتيال الحلم السعودي الكبير بدم بارد على يد الطريقة الحذرة التي وصلت لدرجة الخوف حتى إن التعادل أصبح خيار بيسيرو المفضل في معظم اللقاءات، ولو جاء لمصلحة خصمه!! المفارقة أن الرجل عندما كان في الهلال تمت إقالته رغم تصدر الفريق للدوري، بينما بقي الأخضر رهن تردده وعشوائيته من بطولة إلى أخرى، فلماذا تطمح الأندية وتصحح فيما يعاني المنتخب؟ نعرف أن الوضع الحالي حرج جدا لكننا صنعناه بأيدينا، واليوم يقف صقورنا على مفترق طرق صعبة ولا نملك سوى الدعاء بأن تأتي العواقب سليمة وأن يتولد النجاح من رحم الإخفاق. تعادل الأردن مع اليابان خلط أوراق المجموعة وحافظ على بصيص الأمل، ففوز نجومنا هذه الليلة «بإذن الله» سيجعل موقعة الاثنين المقبل أمام اليابان مسألة موت أو حياة، أعني موت أمل أو حياة حلم، وكون المباراة تبدو بهذه الصورة الحارقة فذلك كفيل بتفجير الطاقات ولملمة الحظ من جديد، غير أن المسألة لا تبدو بهذه الملامح الوردية فالعبء النفسي كبير والضغوط الثقيلة ربما تفتت الجهد لا قدر الله. أعياد بيسيرو توقعناها وعرفناها، واليوم نترقب «عصاري» أعياد ناصر الجوهر، الذي علق بدلة التدريب عامين ثم فجأة وجد نفسه يرتدي قبعته الشهيرة داخل الميدان.. الجوهر ليس حاويا، لكن هذا لا يحول دون التساؤل عن الشيء الذي سيقفز من قبعته خلال الأيام القليلة القادمة؟!!