التسمر لساعات طويلة أمام شاشة التليفزيون قد يؤثر على القلب ويقصر العمر حتى لو كان الفرد يتمتع بلياقة بدنية عالية جراء قضاء وقت طويل في ممارسة الرياضة، هذا ما ذهبت إليه نتائج دراسة علمية حديثة، فيما وجدت دراسة أخرى أن الحد من ساعات مشاهدة التليفزيون قد يساعد في حرق السعرات الحرارية، وذلك في سياق دراسة هدفت إلى تحديد تأثير الإعلام المرئي على العادات والنمط المعيشي. لا تنفك الدراسات العملية تحذر من سلبيات الإفراط في مشاهدة التليفزيون، وقد كشفت واحدة من الدراسات الأخيرة أنه يصيب «محبيه» من الأطفال بالبدانة، ولكن الدراستين الأخيرتين أثبتتا بما لا يدع مجالا للشك أن هناك مخاطر صحية أكثر من البدانة قد تواجه مدمني مشاهدة التليفزيون. وطبقا لموقع قناة «سي إن إن» العربي الإخباري الذي نشر الدراستين فإن الدراسة الأولى توصلت إلى أن من يقضون أربعة ساعات، على الأقل، في مشاهدة التليفزيون أو اللهو بألعاب الفيديو أو استخدام الكمبيوتر، أكثر عرضة- بمعدل الضعف- للإصابة بالنوبات القلبية أو أمراض القلب الأخرى، والسكتة الدماغية من سواهم ممن يقضون نحو ساعتين في المشاهدة. كما لاحظت الدراسة أن احتمالات الوفاة، بسبب أي من تلك الأمراض خلال الأعوام الأربعة التي استغرقتها الدراسة، ارتفعت بواقع 50 % بين الفئة الأولى. كما وجد الباحثون أن الارتباط بين قضاء وقت طويل أمام الشاشة والإصابة بأمراض القلب تغير بالكاد عند الأخذ في الحسبان ممارسة المشاركين في الدراسة لتمارين رياضية معتدلة أو عنيفة، ووضع الباحثون في الحسبان عوامل أخرى مثل السمنة، والتدخين، ومرض السكري والطبقة الاجتماعية وغيرها من العوامل. وفي الدراسة الأولى، تابع الباحثون أنماط الأنشطة الصحية وساعات مشاهدة التليفزيون لأكثر من 4500 اسكتلندي، أعمارهم من سن 35 عاما إلى ما فوق، أشار معظمهم إلى قضاء ما بين ساعتين إلى أربع أمام التليفزيون يوميا، و 29 % قضوا أكثر من أربع ساعات، وبانتهاء الدراسة، أصيب 215 مشاركا بنوبات قلبية أو بأمراض قلبية أخرى، وتوفي 325 منهم لأسباب أخرى، وتضاعفت احتمالات الإصابة بأمراض القلب بين المجموعة التي قضت أكثر من أربع ساعات جلوسا أمام التليفزيون، مقارنة بالذين أمضوا أقل من ساعتين في التسمر أمامه. فيما كشفت الدراسة الأخرى أن المتطوعين فيها، وعددهم 36 شخصا، نجحوا في حرق أكثر من 120 سعرة حرارية يوميا في المتوسط، قبيل الانخراط في البحث، وذلك بتقليل ساعات مشاهدة التليفزيون بنحو 50 % وقالت معدة الدراسة، جنيفر أوتون «هذا ما يعادل المشي لأكثر من ميل في اليوم» وأوضحت أن المشاركين استعاضوا عن مشاهدة التليفزيون بالقيام بأنشطة خفيفة منها الأعباء المنزلية، أو العمل في الحديقة أو ممارسة اليوجا، وحتى تنظيم الصور. ولم تكن خلاصة الدراسة، وهي أن التقليل من مشاهدة التليفزيون تعني حرق المزيد من السعرات الحرارية بمثابة المفاجأة إلا أنها قد توفر للأطباء أداة جديدة لوقف ظاهرة البدانة الشائعة عالميا .