شدد الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق على أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صلاح المجتمع وصيانته من الشرور والمفاسد، محذرا من النتائج التي تترتب على تعطيل هذه الشعيرة الأساسية أو الوقوف في وجه القائمين عليها: «نحن في بلاد ورثت هذا الأمر خلفا عن سلف وطبقة عن طبقة، وكلما قامت ولاية وارتفعت راية في هذه البلاد نما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يزال الناس بخير ما دام لهذه الشعيرة أثر فعال واحترام؛ لذا يجب إغلاق أي باب يراد منه انتقاصها، فالدولة لا تستقر لها عزة إلا إذا سعت إلى إعزاز هذه الشعيرة والذود عنها». وفي حديثه إلى القائمين بأمر هذه الشعيرة والحريصين على تطبيقها، دعا اللحيدان إلى قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه التي جاءت في هذا الصدد بغية الوصول إلى فقه مكتمل لكتاب الله وسنة رسوله: «ستجدون في سيرته صلى الله عليه وسلم وأحاديثه ما يثلج صدوركم وينير طريقكم، وإذا أشكل عليكم أمر فارجعوا إلى العلماء، وانظروا في عواقب إنكار المنكر أو الأمر بالمعروف على منهج واضح في فهم الكتاب والسنة، واعلموا أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر له أجر من تبعه بفعل معروف أو اجتناب منكر، كما أن الداعي إلى الشر والمفسدة له من الوزر مثل وزر من تبعه». وفي إشارة إلى السلوكيات التي ينبغي أن يتحلى بها المتحسب، دعا إلى التأسي بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه في الرفق والستر والتسامح أو الحزم والشدة والغيرة، وفق ما تقتضي ظروف الحالة وملابساتها، مشيرا إلى ضرورة أن يتعرفوا إلى أساليب اجتثاث المنكر وتقليل آثاره تماشيا مع القواعد الشرعية والتماسا لما يحقق مرضاة الله، كما حثهم على الصبر وتحمل المشقات التي تواجههم في سبيل تأدية دورهم، مشيرا إلى بعض الفرائض التي تتطلب عناية خاصة كالصلاة التي يكفّر تاركها ولا يتخلف عنها إلا منافق. وفي معرض حديثه عن النعم التي خصّ الله بها المملكة، هنّأ المحتسبين بوجودهم في بلاد تولي عناية كبيرة لجانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: «فلا أعلم بلدا في العالم الإسلامي يقوم حاليا بهذا الأمر كما تفعله دولة التوحيد هنا».