رغم تحذيرات الدفاع المدني باتخاذ كافة أسباب الحيطة والحذر عند استخدام الفحم والحطب للتدفئة في الأماكن المغلقة خوفا من مخاطر الاختناق والتسمم بمادة أول أكسيد الكربون القاتلة إلا أن حوادث القاتل الخفي، إن جاز التعبير، ما زالت تكثر في مواسم الشتاء حيث يكثر الطلب على الفحم والحطب نظرا لاعتياد الناس عليه ولرخص أسعاره مقارنة بتكاليف وسائل التدفئة الأخرى. عدد من المواطنين أكدوا ل«شمس» أنهم معتادون هذا النوع من التدفئة رغم مخاطرها باعتبارها وسيلة طبيعية واقتصادية في الوقت نفسه وتناسب الأسر الكبيرة التي لا تقدر على توفير دفايات كهربائية أو غازية في كل غرفة وصالة. وقال عبدالله هشلول إنه لم يعرف في حياته وسيلة للتدفئة غير الحطب والفحم: «لم ألمس أي خطر لهما لأنني أضعهما في صالة المنزل التي تخلو تماما من الفرش أو أي مادة قابلة للاشتعال، ومن هناك تنتشر حرارتها في كافة أرجاء المنزل وبشكل طبيعي». أما علي الأصمعي فأشار إلى أن الحطب والفحم أكثر توفيرا من الوسائل الكهربائية وغيرها: «لدي أسرة من 14 شخصا ويحتاجون إلى خمس دفايات كهربائية على أقل تقدير، وجهد كهرباء المنزل لا يتحمل كل هذا الضغط». وذكر أنه يتقيد بإرشادات السلامة فهم لا ينامون إلا بعد إطفاء النار بوقت كاف، حيث يكون المنزل قد اكتسب الدفء اللازم وتخلص من أي انبعاثات للحطب أو الفحم. من جانبه أكد الدكتور خالد سليم أن استخدام الحطب والفحم يؤثر في الجهاز التنفسي ويقلل من المناعة خاصة كبار السن والأطفال. وقال ل«شمس» إن مستشفى عسير المركزي يستقبل الكثير من المراجعين المصابين بالتهاب بلعومي وضيق في التنفس والتهاب رئوي، بسبب التدفئة بالحطب والفحم: «حتى لو تم إطفاء النار قبل النوم إلا أن غاز أول أكسيد الكربون يظل في أجواء المنزل وهو ما يسبب اختناقا أو أمراضا». أما الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني المقدم محمد العاصمي فقد أشار إلى أن عدد وفيات الاختناق بسبب التدفئة بالحطب والفحم بلغ أربع حالات العام الماضي في عسير، مشيرا إلى عدم صدور رقم فعلي للضحايا هذا العام كون الشتاء لا يزال في بدايته. وقال ل«شمس» إن من الأخطاء القاتلة عند استخدام الحطب أو الفحم داخل المنازل، إغلاق الأبواب والنوافذ وعدم تهوية المكان وأيضا طريقة الإشعال الخاطئة فوضع الكيروسين على الفحم مباشرة يؤدي أيضا إلى حدوث اختناقات وحرائق، إضافة إلى تعكر الهواء الداخلي بالمنزل .