انعزل سكان مدينة روكهامبتون الأسترالية البالغ عددهم 75 ألفا، عن العالم بسبب فيضانات هائلة تجتاح شمال شرقي البلاد، فيما تحذر السلطات من خطر الأفاعي والتماسيح. وشهدت المدينة تباينا في آراء قاطنيها، حيث أعرب بعض سكانها عن ارتياحهم للإجلاء عنها، بينما رفض آخرون مغادرتها لاعتقادهم بأنهم مستعدون بشكل جيد للتعامل مع الفيضانات التي ستصل ذروتها خلال أقل من 48 ساعة. فقد كدس السكان أكياس الرمل حول منازلهم ومخازنهم لحمايتها من تدفق مياه نهر فيتزروي الذي يمر في المدينة، وبلغ مستوى ارتفاعه أمس 9.2 متر. ويتوقع أن يزداد هذا الارتفاع إلى 9.4 متر، خلال اليومين الماضيين. وتعد روكهامبتون الواقعة على بعد 500 كيلومتر إلى شمال بريسبان «الساحل الشرقي» إحدى أكبر مدن هذه المنطقة الزراعية والغنية بالمناجم التي تجتاحها منذ أيام عدة فيضانات وصفتها السلطات ب «الطوفان». وتخشى أجهزة الإغاثة أن يبقى مستوى المياه مرتفعا خلال أسبوعين على الأقل، ما يسهم في انتشار البعوض الحامل للأمراض. كما حذرت أيضا السكان من خطر الأفاعي السامة والتماسيح. وقال سكوت ماهافي مدير العمليات في أجهزة الطوارئ «إنه موسم التزاوج وقد خرج فجأة من بيئته الطبيعية. إن الأفاعي باتت عصبية جدا في هذا الوقت». وأضاف «أن المشكلة مع التماسيح أنه من الصعب رصدها وسط الحطام الذي تجرفه المياه». وروى عنصر من أجهزة الإغاثة أنه رأى «شرطيين يخرجان من المياه بسرعة بعد أن شاهدا على مقربة منهما فكا هائلا». وقد أغلق المطار وسكك الحديد ومعظم الطرقات المؤدية إلى روكهامبتون، لكن طريقا واحدة كانت لا تزال مفتوحة حتى أمس، خلافا لما أعلنته الشرطة أمس الأول. فمع هطول أمطار غزيرة خلال أسابيع ومرور الإعصار تاشا ارتفع منسوب الأنهار في شمال شرقي أستراليا، إلى مستويات تاريخية غالبا، ما تسبب في فيضانات غمرت المناجم والأراضي الزراعية وأدت إلى إجلاء آلاف السكان. وتقدر السلطات عدد الأشخاص المتأثرين بالصعود الفجائي لمنسوب المياه ب 200 ألف، فيما غمرت الفيضانات 22 قرية ريفية وغطت المياه منطقة تعادل مساحتها مساحة فرنسا وألمانيا مجتمعتين. وفي روكهامبتون أجلي أمس الأول نحو 200 شخص بينهم نساء حوامل. كذلك تضررت أنظمة الصرف الصحي في عدد من المساكن، مما أدى إلى خروج مياه المجاري إلى الشوارع، بينما انقطع التيار الكهربائي في بعض الأحياء. أخرج شرطيان أمس بالقوة شخصا رفض مغادرة منزله. ومنذ نهاية نوفمبر لقي عشرة أشخاص حتفهم إجمالا في أستراليا بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات. وأكثر القطاعات الاقتصادية تضررا هي الزراعة والصناعة المنجمية وكذلك السياحة والشركات الصغيرة. وتوقف العمل في 75 % من مناجم الفحم في ولاية كوين آيلند «شمال شرق» التي توفر نصف الاحتياجات العالمية من فحم الكوك الضروري للصناعة التعدينية