انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية في البرتغال أخيرا بمناظرة تليفزيونية بين الرئيس المنتهية ولايته أنيبال كافاكو سيلفا ومنافسه الشاعر مانويل أليجري المدعوم من الحزب الاشتراكي، ويعتبر المراقبون أن مثل هذه المناظرات تكون أداة فعالة لاستمالة أصوات الناخبين، قبل موعد التصويت في 23 يناير الجاري. وينتخب الرئيس في البرتغال بالتصويت العام المباشر لولاية من خمسة أعوام يمكن تجديدها مرة واحدة. وأفاد استطلاع حديث للرأي بأن سيلفا الذي يتولى الرئاسة منذ عام 2006، سيعاد اختياره منذ الدورة الأولى من الانتخابات بنسبة 60 % من الأصوات رغم قوة منافسه. تقع جمهورية البرتغال في جنوب غربي أوروبا في شبه الجزيرة الآيبيرية، وهي أقصى دول أوروبا باتجاه الغرب، ويحدها المحيط الأطلسي إلى الغرب والجنوب وإسبانيا من الشمال والشرق. كما أن أرخبيلي جزر الأزور وماديرا في المحيط الأطلسي هي أيضا جزء من البرتغال التي تعد من البلدان المتقدمة، وتحتل المرتبة 19 عالميا من حيث جودة الحياة. والبرتغال جمهورية ديموقراطية يحكمها دستور عام 1976, ولشبونة هي أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها. وأطراف الحكم الأربعة الرئيسية التي تحكم البلاد هي رئيس الجمهورية والبرلمان المعروف باسم الجمعية الوطنية للجمهورية والحكومة التي يرأسها رئيس الوزراء والمحاكم. ويسمح الدستور بفصل السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية. ويتوجب على المواطن البرتغالي الذي يود ترشيح نفسه لرئاسة البلاد وخوض الانتخابات أن يجمع 7.500 توقيع ويتقدمها إلى المحكمة الدستورية بالعاصمة لشبونة، وبعد أن انتهت مهلة تقديم طلبات الترشيح، الخميس الماضي، أعلنت المحكمة أنها قبلت طلبات ستة مرشحين، بينهم الرئيس سيلفا، لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 يناير الجاري. وأعلنت المحكمة في بيان أنها رفضت أوراق ثلاثة مرشحين لم يستوفوا الشروط القانونية. ويعتبر كافاكو سيلفا، 71 عاما، القيادي في الحزب الاجتماعي الديموقراطي «يمين وسط» هو الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي للفوز بالانتخابات المقبلة أمام أليجري، 74 عاما، المدعوم من الحزب الاشتراكي بزعامة رئيس الوزراء جوزيه سوكراتيس وحزب تكتل اليسار المتطرف. وفي عام 2006، انتخب كافاكو سيلفا في الدورة الأولى دون إعادة بدعم من حزبي اليمين في البرلمان بنسبة 54.5 % من الأصوات أمام أليجري نفسه «20,7 %» الذي تقدم حينها على الرئيس السابق ماريو سواريس « 14,3 %»، رغم أن الأخير كان المرشح الرسمي للحزب الاشتراكي. وفي سبتمبر 2009 خسر الحزب الاشتراكي أغلبيته المطلقة في البرلمان، وشعبيته لا تنفك تتناقص بحسب استطلاعات الرأي, التي تعزو السبب إلى الهجمات التي يتعرض لها من جهة اليمين، الذي يأخذ عليه ما يعتبره إدارة سيئة للأزمة المالية، واليسار المناهض لليبرالية الذي يندد ببرنامج التقشف المالي للحكومة. وبحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه أخيرا، فإن الرئيس المنتهية ولايته سيحصل على 60 % من الأصوات؛ ما يتيح له أن يفوز من الدورة الأولى أيضا أمام أليجري الذي سيحصل على 30 % من الأصوات بحسب الاستطلاع نفسه، الذي أجرته مؤسسة يوروسونداجيم لصالح إذاعة رينيسانسا وتليفزيون سيك وأسبوعية إكسبريسو. ويتوقع أن تشهد انتخابات عام 2011 تضخما في عدد المرشحين اليساريين، حيث سيخوضها إلى جانب أليجري كل من الاشتراكي ديفنسور مورا الذي يطرح نفسه «مستقلا» والشيوعي فرانشيسكو لوبيز. أما المرشحان الباقيان فهما جوزيه مانويل كويللو العضو في البرلمان المحلي لإقليم ماديرا والقيادي في حزب «الديموقراطية الجديدة» الصغير، وفرناندو نوبر رئيس المنظمة غير الحكومية «المساعدة الطبية الدولية» .