أجمعت شابات وسيدات أعمال بمدن الشرقية المختلفة على مجموعة من المعوقات تحد من زيادة استثماراتهن وأعمالهن التجارية، رغم تميز المنطقة بالفرص الاستثمارية العديدة عن غيرها من مناطق المملكة، وأبدى عدد منهن خلال اللقاء السنوي لسيدات الأعمال التي نظمته الغرفة التجارية بالدمام، مساء أمس الأول، تحت رعاية حرم أمير المنطقة الأميرة جواهر بنت نايف رغبتهن في تسهيل منح التراخيص للمشاريع النسائية الصغيرة، وأيضا تسهيل إجراءات الاستقدام للعمالة الوافدة على كفالتهن لكنهن اتفقن أن الشرقية أكثر مناطق المملكة جذبا للاستثمارات النسائية، وتعد عاصمة الشباب الأولى في المملكة، كما تضم أقل نسبة بطالة عن غيرها من المناطق وبنسبة لا تزيد على 3% من إجمالي القوة البشرية القادرة على العمل، إلى جانب ضمها الكوادر البشرية المؤهلة، ما يكسبها مزايا تفضيلية خاصة على المستوى الاستثمارى . وأرجعت سيدة الأعمال وفاء النعيمي سبب إحجام سيدات الشرقية عن الاستثمار الصناعي رغم أن المنطقة صناعية من الطراز الأول إلى ضخامة الأموال المستثمرة في تلك المصانع وبدرجة تفوق قدرات غالبية سيدات وشابات الأعمال :«المصانع كبيرة ونشاطاتها متوسعة وتحتاج إلى نشاطات تكميلية صعبة ..و كسيدة لا أستطيع أن أركز جهودي في كل هذه النشاطات ..ولكن مع مرور الوقت ستصل سيدات الأعمال إلى مستوى المنافسات الاستثمارية الضخمة ووقتها سوف نتساءل.. لماذا تغفل السيدات تلك الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق؟»، مشيرة إلى أن الشرقية منطقة حيوية وبها أكثر من قطاع سواء كان صناعيا أو تجاريا أو بتروكيماويا، وتمثل بيئة واعدة جدا لكافة أوجه الاستثمار . وترى النعيمي أن من بين معوقات الاستثمار النسائي في السوق السعودية بشكل عام نقص التمويل وتعتبره من أكبر المعوقات التي تحول دون توسع استثمارات النساء إلى جانب بعض الأنظمة والقوانين علاوة على نظرة بعض أفراد المجتمع نفسه،« وهذا يمثل عامل ضغط على السيدات حيث يبدأن بحماس كبير مع بدء المشروع ثم ما يلبث أن يتلاشى تدريجيا ولا تستمر في مشروعها السيدة أو شابة الأعمال الشجاعة والقادرة على مواجهة التحديات». وانتقدت الثقافة والسلوك الاجتماعي اللذين يتسببان في تأجيل تأنيث المحال النسائية، وأشارت إلى أن نشاط المرأة الحقيقي في مجال الاستثمارات ظهر جليا في السنوات السبع الماضية وأفرز سيدات وضعن بصمة واضحة في خريطة الاستثمار بجهودهن الفردية وطالبت بتبني الكوادر النسائية حملات اقتصادية تشجع السيدات والشابات على دخول عالم التجارة والاستثمار، كما أكدت على تفعيل عمل المرأة عن بعد بسرعة قصوى في ظل وجود سيدات لديهن عقبات للخروج من المنزل قائلة :« لماذا لا يسهل لهن هذا الجانب القادر على استقطاب أكبر عدد من السعوديات». أما سيدة الأعمال وإحدى المستثمرات في قطاع التعليم الأهلي ريم الشرقاوي فتشير إلى أن المرأة السعودية إذا انفتحت لها المجالات سوف تبدع: «لدينا طاقات نسائية معطلة لا بد من إعطاء الفرص لنا وفتح الأبواب الموصدة كتسهيل منح التراخيص والبعد عن الروتين الإداري وإزالة بعض المعوقات الاستثمارية»،لافتة إلى أن الشرقية منطقة منفتحة على الخليج والعالم بشكل عام وهو ما يجعلها منطقة جاذبة للاستثمارات عن غيرها . ومن جهتها تؤكد الرئيس التنفيذي لمجلس شابات الأعمال ايلا الشدوي أن الشرقية عاصمة الشباب الأولى في المملكة، وتضم أقل نسبة بطالة عن غيرها من المناطق بنسبة لا تزيد على 3% إلى جانب ضمها الكوادر البشرية المؤهلة ما يكسبها ميزة خاصة، وترى أن قنوات التمويل بالمنطقة مقتصرة على البنوك فقط : «المنطقة كلها موظفون ..ومن الصعب أن تجد أبا أو أخا يمول مشروعاتنا؛ لذا أصبحت مسألة التمويل من البنوك خاصة بنك التسليف مهمة صعبة مقارنة بباقي المناطق «لافتة إلى أن القرار الأخير الصادر من بنك التسليف بإلغاء تمويل مشاريع الشباب المتعثرة ووضع شروط قاسية على التمويل يضر المنطقة أكثر من غيرها التي بها أكبر شريحة من المستثمرين والمستثمرات الشباب» . وألمحت الشدوي إلى وجود مشاكل تتعلق بمستوى الخدمات في المدن الصناعية: «الواقع لدينا مبانٍ صناعية بدون تغطية كهربائية». وأكدت على صعوبة التعامل مع مكتب العمل وعدم تفعيل قرارات البلدية فيما يخص قسمها النسائي, مطالبة بمعاملة المشاريع النسائية بنفس معاملة المشاريع الرجالية دون تفرقة عنصرية خاصة أن ظروف المرأة في الإشراف على المشروعات أصعب من الرجال وهو ما يتطلب تيسيرات أكبر للاستثمار النسائي . بدورها أكدت رئيسة لجنة المشاغل النسائية في غرفة الشرقية فوزية الطبيب أن الاستثمار بشكل عام يعيش انفتاحية أكبر من السابق «الآن هناك فرص كبيرة للنساء بيد أن الاستثمار سلاح ذو حدين ولا بد أن تكون السيدة أو الشابة متمكنة وتعمل على تطوير نفسها، أما النائمة حتما ستفوتها الفرص»، مشيرة إلى أن المنطقة غنية بالموارد البشرية، والعمالة الوطنية والوافدة المدربة لكنها اعتبرت البيروقراطية من أكبر العوائق التي تقف أمام الاستثمارات النسائية بالمنطقة: «الإجراءات الحكومية ما زالت قديمة... ولا بد أن تعامل المرأة والرجل على حد سواء في الدوائر الحكومية». في حين تؤكد عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية «سميرة الصويغ» أن اشتراط المدير في المشاريع النسائية يعد من أهم العقبات التي تواجه الاستثمارات النسائية، علاوة على اختلاف تفسير الأنظمة والقوانين من شخص إلى آخر، وهو ما يعد تضاربا كبيرا يضر بالمصالح الاستثمارية النسائية, مشيرة إلى أن إحجام السيدات عن الاستثمار في قطاعات معينة كالترفيه نابع من كثرة العراقيل التي تقف أمامها منها طول فترة الحصول على تمويل . وتنادي شابة الأعمال الحاصلة على جائزة أفضل منشأة واعدة، نورة المقيطيب إلى تسهيلات أكبر من قبل مكتب العمل بالمنطقة, معتبرة نظرة المجتمع لعمل المرأة تعرقل فرص تحركها ويقصر نشاطها على مجالات صغيرة كالمشاغل وغيرها لكنها تشير إلى أن الشرقية منطقة خصبة للاستثمارات النسائية ومليئة بالدعم لكل سيدات الأعمال «استثماراتنا واعدة وقادمة بقوة ووصلت لموقع المنافسة بيد أن لا شيء يأتي بالسهل ولن يفتح الباب على مصراعيه وهناك عقبات ولا بد من مواجهتها». واتفقت سيدة الأعمال نورة الشعبان على أن الشرقية بيئة استثمارية خصبة ومجالات متعددة, مشيرة إلى أن وزارة التجارة بدأت تقلل من العراقيل التي تقف أمام المرأة بيد أن الأمر يتطلب توعية اقتصادية للسيدات بالمجالات المتاحة لكسر احتكار التوجه نحو المشاغل عن طريق عرض تجارب ناجحة من الخارج وأفكار مبتكرة . وأكدت الشعبان أن عدم السماح للسيدات الاستثمار في قطاعات مختلفة كالسياحة يعد عائقا لا بد من حله, وشددت على أهمية استقطاب الطاقات النسائية واستثمار الخريجات ودعم دخول المرأة في المشاريع السياحية وتوسيع دائرة التمويل .