كشفت وزارة النقل النقاب عن مشروع وطني عملاق لتقليص عدد السيارات الخاصة وسيارات الأجرة «الليموزين» في الشوارع، خاصة في أوقات خروج وعودة الطلاب والموظفين، من خلال تطبيق بعض التجارب العالمية الرائدة في مجال حافلات النقل العام التي أصبحت قاصرة في المملكة على المقيمين وبعض المواطنين الفقراء، وأحيانا طلبة المدارس، وتوقع وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري أمام ممثلين عن الاتحاد العالمي للمواصلات العامة خلال ورشتي عمل تنظمهما الوزارة حول تشغيل وصيانة حافلات النقل العام بمعهد الإدارة العامة في الرياض، أمس، أن يزداد الطلب على الحافلات بالمملكة مع تنفيذ مخططات النقل العام في المدن، إلى جانب التوسع في مشروع نقل طلاب التعليم العام التابع لوزارة التربية والتعليم، حيث تجاوز عدد طلاب التعليم العام بالمملكة أربعة ملايين طالب وطالبة، وينقل منهم حاليا ما يقارب 25 % فقط. وأكد الوزير حرص المملكة على الاستفادة من تجارب الحافلات العامة في المدن العالمية المزدحمة، وهنأ مكتب الاتحاد العالمي للمواصلات العامة في الشرق الأوسط على نجاحه في تطوير دليل مواصفات الحافلات بالمنطقة، وقال «الحافلة أصبحت حاليا وسيلة النقل الجماعي الأوسع استخداما في منطقتنا، التي تختلف ظروف التشغيل فيها عن باقي المناطق، وجديرة بهذا الاهتمام خاصة مع تنوع مصادرها والتنافس الكبير في عالم صناعة الحافلات، بالإضافة إلى التطور الذي طرأ على مكوناتها وأساليب تشغيلها». وأوضح وزير النقل اهتمام الوزارة بحافلة النقل العام كصناعة، وقال إن ورشة العمل الأولى المقامة حاليا بالرياض تعنى بالهيئات المنظمة للمواصلات العامة وعلاقتها بالمشغلين والمصنعين لتوفير خدمات النقل العام لفئات المجتمع المختلفة، وفي الوقت نفسه تخفيف الآثار السلبية للسيارة الشخصية، وقال «إن الاتحاد العالمي للمواصلات العامة أحسن عندما استحدث قسما يعنى بموضوع الهيئات المنظمة للمواصلات العامة». وأوضح وكيل الوزارة لشؤون النقل الدكتور عبدالعزيز العوهلي أن المملكة تستهدف من هاتين الورشتين استفادة المختصين في القطاع الحكومي والقطاع الخاص داخل المملكة وخارجها من التجارب العالمية في مجال تنظيم النقل العام، وتبادل الآراء والأفكار والخبرات، إلى جانب إعداد دليل مواصفات للحافلات بالمنطقة من فريق الحافلات بفرع الاتحاد بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مبينا أن فريق عمل الحافلات بفرع الاتحاد بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا عمل خلال الفترة الماضية على إعداد دليل مواصفات الحافلات للمنطقة، وسيعرض نتائج عمله بعد 48 ساعة، مؤكدا سعي الوزارة للاستفادة من التجارب العالمية في مجال تنظيم النقل العام، وكذلك مجال تشغيل وصيانة الحافلات. بعد ذلك ألقى الأمين العام للاتحاد العالمي للمواصلات العامة هانز رات كلمة أكد فيها مشاركتهم في ورشتي عمل بالمملكة لتبادل الخبرات وطرح التجارب والتعاون في النقل العام، ومجال تشغيل وصيانة الحافلات، إلى جانب إعداد دليل مواصفات للحافلات بالمنطقة، مشيدا بتجربة المملكة في الحج والبنية التحتية للمملكة خاصة قطار المشاعر ووسائل النقل. وإلى ذلك تضمنت محاور الورشة الأولى الخاصة بالهيئات المنظمة للمواصلات العامة، أربع جلسات تركز على دور هيئات النقل العام في توفير متطلبات النقل العام، وتشكيل هيئات النقل العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإجراءات العقود والمناقصات لهيئات النقل العام، وأهمية التكامل بين النقل العام والتخطيط الحضري، ومناقشة بعض التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال على مدار ثلاثة أيام. أما الورشة الثانية فتحمل عنوان «تشغيل وصيانة حافلات النقل العام» وتركز على أنظمة تشغيل الحافلات وتصميم البنية التحتية لها، وتحسين نوعية الخدمة وتحسين صورة النقل العام بالحافلات لدى المجتمع، وصناعة الحافلات ومواصفات الحافلات الخاصة، ويشارك في الورشتين عدد من المتحدثين يمثلون نخبة من الخبراء من الدول الأجنبية والشرق الأوسط الأعضاء في الاتحاد العالمي للنقل العام، بالإضافة إلى خبراء نقل سعوديين .