ما الفكرة التي يمكن أن يتفتق عنها ذهنك، لتنقلك إلى أن تصبح مليارديرا من العدم وفي ظرف سنوات قليلة؟ الذين شاهدوا social network، وهو فيلم يحكي قصة الملياردير الشاب مارك جوكربيرج مؤسس موقع الفيس بوك، لا بد أن يصلوا إلى واحدة من نتيجتين: لا شيء مستحيل.. بإمكاني أن أكون شيئا كبيرا جدا وحتى لو كانت إمكانياتي محدودة، أو ما قيمتي في هذه الحياة.. أنا لا أستحق أن أعيش. وبغض النظر عن كل الأقاويل التي دارت حول جوكربيرج، وإن كان هو بالفعل من ابتكر فكرة الموقع، إلا أن قصة النجاح هذه تفتح أبوابا من الأمل لمئات الملايين من الشباب حول العالم. وبالفعل، تمنح شبكة الإنترنت عديد الفرص، ليس للجميع بالطبع، بل فقط لأولئك الذين يجتهدون في التفكير. أما الذين يظلون يرددون أنه لا فائدة من التفكير والتعب، بحجة أن كل الأفكار طرحت وليس هناك جديد أبدا، فسيظلون «مكانك راوح». وربما يضعون رجلا على الأخرى يشاهدون أفلاما جديدة تحكي على غرار social network قصص نجاح اعتمدت على أفكار بسيطة لكنها عبقرية. لكن، لا بد أن يرد تساؤل هنا عن ظروف النجاح، وهل هي متوفرة في العالم العربي؟ ماذا لو أن جوكربيرج كان مواطنا عربيا ابتدع فكرة هذا الموقع، هل كانت الظروف المحيطة ستهيئ له أن يصبح أصغر ملياردير في العالم؟ أترك الإجابة لكم. في العالم العربي، وفي السعودية، تسجل آلاف براءات الاختراع، وربما كانت اختراعات تضمن لمبتكريها أن يكونوا من أصحاب الملايين لو أنهم كانوا في دولة مثل أمريكا، لكن بيئتنا لا تشجع على الابتكار، وحتى لو حاول أحدهم أن يشجع نفسه بدافع ذاتي فإن النتائج لن تكون إيجابية أبدا. صحيح أن لدينا مؤسسات لرعاية المواهب وتسجيل البراءات، غير أن أثرها لا يبدو واضحا حتى لو ارتديت نظارة مكبرة. أريد أن أقول إن حكاية «العالم قرية واحدة» وانتشار مستخدمي الشبكة العنكبوتية، يطرح فرصا لا محدودة، صحيح أن سقف الفكرة ارتفع كثيرا، لكن تبقى الفرصة حاضرة لمن يحلم بالتغيير. الأهم أن أول خطوة لتحقيق أي حلم هي.. الاستيقاظ من النوم.