يعتزم الملحن السعودي سهم هذه الأيام دراسة قرار يقتضي بموجبه التوقف عن التلحين بعد أكثر من أربعة أعوام قدم من خلالها العديد من الأعمال الغنائية عبر أصوات نجوم الفن في الوطن العربي، محققا نقلة مهمة في إعادة صياغة الأغنية السعودية عربيا من خلال الفكر الموسيقي الحديث الذي يتميز به؛ إذ أصبح علامة فارقة في أي إنتاج غنائي يتواجد من خلاله، وفي اتصال معه تحدث ل«شمس» في أول حديث له في وسيلة إعلامية مؤكدا أنه قدم في الفترة الماضية ما كان مرضيا له مقارنة بالزمن القصير الذي أمضاه في الوسط: «أفكر هذه الأيام بشكل جدي التوقف عن التلحين لأجل غير مسمى، فقد قدمت عبر هذا المجال ما أرضى طموحي فنيا، واستطعت تحقيق أصعب المعادلات الموسيقية في فترة قصيرة قياسا بعمري الفني، وهذا ما لمسته من الجمهور والوسط الفني والإعلامي»، وعن إذا ما كان هذا القرار جاء تحت تأثير ضغوط اجتماعية علق سهم: «إطلاقا فنحن ولله الحمد نعيش وسط مجتمع سعودي راق لديه وعي ثقافي يحترم من خلاله كل المبدعين في أي مجال من مجالات الحياة، بل إنه يسهم في دعمهم معنويا وماديا للمواصلة في تقديم منجزات تسجل للوطن، لكن لا أخفيك سرا فهناك أمور خاصة أهملتها بسبب الفن منها تحصيلي العلمي، حيث إنني مقبل على الانتهاء من شهادة الدكتوراه كذلك بعض الالتزامات التي تحتم علي التوقف طوعا في هذا الوقت». وحول التزاماته الفنية مع بعض نجوم الأغنية التي لم يفرغ منها إلى الآن: «سأكون صادقا معك فارتباطي بالفن سينتهي بعد ألبومي النجمين عبدالمجيد عبدالله ورابح صقر، وبعد ذلك سأرحل عن الوسط بشكل رسمي وسأكتفي بممارسة الموسيقى بيني وبين نفسي مبتعدا عن عالم الأغنية»، واستطرد في حديثه: «أتمنى أنني وصلت لجميع الشرائح من خلال فكري الموسيقي المتواضع، فأنا أعتبر ما قدمته هو وجهة نظر في عالم الأغنية والموسيقى قد يتقبلها البعض أو يرفضها في النهاية، فأنا لست محترفا بل هاويا عاشقا لهذا المجال». ويرى بعض المتابعين أن ابتعاد الملحن سهم في هذه الفترة يعد خسارة كبيرة للأغنية السعودية، ولن يلقى ترحيبا من الجمهور الذي ارتبط كثيرا مع الأغاني التي قدمها خاصة أنه عمل في الفترة الماضية على تكريس حضوره مع نخبة من أبرز نجوم الأغنية في الوطن العربي، وكان له خط وفكر موسيقي خاص به، بل وساهم في إثراء الحركة الفنية ودعم الأصوات التي تعاون معها من خلال أعمال استثنائية مثل «سواها قلبي» مع الفنانة أصالة وتصدى لسبعة أعمال في ألبومها الأخير «قانون كيفك» وكذلك «عزّاه» مع الفنان راشد الفارس التي حظيت بأصداء واسعة، ومجموعة من التعاونات مع الفنانين عبدالمجيد عبدالله ورابح صقر وراشد الماجد وأحلام وأسماء المنور وأنغام ونوال الكويتية، وكان حضور سهم في الفترة التي أمضاها ساهم في تجديد الجملة اللحنية بصورة حديثة من خلال تكثيف الموسيقى والدمج الاحترافي بين الإيقاعات الشرقية والغربية، إضافة إلى أن الوسط الفني استبشر بوجود ملحن شاب يقدم نفسه بوعي كبير بعد أن كان الوسط لسنوات طويلة يقتصر على بعض الأسماء المعروفة .