من المفترض أننا قد دخلنا داخل دائرة الاحتراف؛ ولهذا فمن الطبيعي والمنطقي، أن نبدأ بلوم وتقريع الأندية بأجهزتها الفنية والإدارية بأنها لا تطبق الاحتراف، ومن ثم نكرر أن رياضتنا «محترفة» يديرها «هواة» من الناحية الفنية التكنيكية للعبة؛ ولهذا عندما أقوم بمتابعة المداخلات «التنظيرية» من القائمين بالعمل الإداري بهيئة دوري المحترفين، «أنبهر» من الكلمات المنمقة التي تخرج من أفواههم لما فيها من صورة جميلة مبهجة عن مستقبل رياضتنا المحترفة، ولكن في مقابل ذلك أجدني «محبطا» عندما أجد الدكتور حافظ المدلج محاصرا بأسئلة محرجة، فيخرج مبررا مرددا وبكل شموخ وفي أكثر من برنامج، وقد يكون آخر تلك المداخلات وليس آخرها في برنامج في الثمنيات ليقول إننا لا زلنا «نتعلم»، وهنا أتساءل وغيري كثير ممن هم على شاكلتي، يا دكتور.. وبحكم تخصصك وبحكم سنين عملك في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأيضا في الاتحاد الآسيوي، ولن أغفل مسمى وظيفتك «استشاريا» للبث التليفزيوني، ومع ذلك هل لازلت «تتعلم» علينا؟!، أنت الآن في موقع «المستشار» للبث التليفزيوني والتسويق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، معنى ذلك أن وظيفتك أو لنقل «منصبك» من أهم أهدافه أن تقوم «بتعليم» من حولك، لا أن تقوم «بالتعلم» على من حولك!! بمعنى آخر أنه وبكل احترافيتك «التي نسمعها بين ثنايا مفرداتك في كل مداخلة، والسخرية المتهكمة بكل ما يدور في كرتنا السعودية وكأنك الفاهم الوحيد!! معقولة يا دكتور أنك طيلة هذه الفترة، جالس تتعلم علينا!!، معقولة يا دكتور أن جميع هذه الأموال الضائعة على المستثمرين في قضية شعار «زين» وأيضا تداخل «STC» في المباريات، وأيضا على ما عانت منه الأندية وخاصة فيما يخص التطفيف في الإعلانات عليهم، وأيضا في النقل التليفزيوني «الرديء»، وذلك لعدم وجود ضمانات لنقل الصورة عالية الجودة!! عذرها أنك لا زلت تتعلم!! وبكل تأكيد فإن كل تلك الهفوات والتجاوزات قد هزت أو لنقل أثرت كثيرا في ثقة المستثمر والمستهلك على حدّ سواء بدورينا السعودي، ومن أجل ذلك أتمنى فتح تحقيق كامل من أجل رتق كل ما حصل في الفترة الماضية، وإيضاح ذلك للرأي العام.. ف«حبايبنا» في الهيئة اكتشفنا أنهم يبيعون علينا «الأحلام».