بدأ مثقفون مصريون حملة لجمع ألف كتاب هدية للجزائر، وذلك بعد شهور من التشاحن الإعلامي، وما يشبه القطيعة الثقافية بين البلدين على خلفية التداعيات التي واكبت مباريات التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010. وأوضح مسؤول الإعلام بمكتبة الإسكندرية وأحد منظمي الحملة خالد عزب، أن الحملة تهدف إلى جمع الكتب وتقديمها «هدية للجزائر»، وذلك تقديرا لبلد المليون شهيد ولشعبها العريق. وقال في بيان إن الحملة تهدف إلى دعم أواصر العلاقات الثقافية مع الجزائر، وسيتم جمع الكتب وتقديمها للسفير الجزائري في القاهرة تزامنا مع الدورة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب. وذكر أن المثقفين أبدوا رغبتهم في أن يقوم المثقفون الجزائريون ببدء حملة مماثلة لتزويد مكتبة الإسكندرية بألف كتاب جزائري نظرا إلى أن «المصريين يفتقدون تلك الكتب». يذكر أن العلاقات المصرية الجزائرية شهدت توترا عقب المباراة التي جمعت منتخبي البلدين في نوفمبر الماضي، وتأهلت على إثرها الجزائر إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا على حساب مصر. وزار الرئيس المصري حسني مبارك الجزائر في يوليو الماضي، لتقديم العزاء للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه. ولم تدع مصر للمشاركة في معرض الجزائر للكتاب الذي أقيم بين 27 أكتوبر والسادس من نوفمبر الماضيين. ولكن أعرب رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم معرض القاهرة الدولي للكتاب محمد صابر، أكد في أغسطس الماضي أن بلاده ستدعو الجزائر للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير المقبل. ولعبت مكتبة الإسكندرية دورا في التهدئة باستضافتها الروائي الجزائري واسيني الأعرج أخيرا، كما أعلنت في سبتمبر الماضي أن فريق عمل من مركز دراسات الخطوط والكتابات بها قام بتوثيق 260 نقشا من الكتابات الأثرية في الجزائر، وأنها ستصدر مؤلفات لباحثين جزائريين ضمن مشاريع بحثية لمركز دراسات الخطوط والكتابات ووحدة الدراسات المستقبلية التابعين للمكتبة.