جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الآسيوية التي استهلها بزيارة الهند التي بدأها السبت الماضي، ويختتمها اليوم، تناولت محادثاته فيها مع المسؤولين الهنود العديد من المواضيع، كان من بينها المحاولات الهندية الرامية منذ أعوام للحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، في إطار إصلاح الأممالمتحدة، وتوسيع العضوية الدائمة في مجلس الأمن. وتسعى الهند إلى استغلال هذه الزيارة للحصول على دعم أمريكي لتحقيق حلمها الأممي، خصوصا في ضوء المساعي الأمريكية لإعادة ضبط وتيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، والرغبة الأمريكية في إحداث توازن مع النفوذ الصيني المتزايد في آسيا، من خلال استقطاب الهند إلى محيط تأثيرها الاستراتيجي العالمي. وكانت الهند قد منحت مقعدا فى مجلس الأمن في 12 أكتوبر الماضي، فى حركة ينظر إليها على أنها قد تكون خطوة نحو الحصول على مقعد دائم بالمجلس، والاعتراف بوضعها كقوة عالمية ناشئة، ووفقا لصحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، أكد مسؤولون هنود أن نيودلهي ستقوم باستغلال وجودها بالمجلس للدفع من أجل إصلاح الأممالمتحدة، بما يعكس صعود القوى الناشئة كالهند والبرازيل وجنوب إفريقيا. وتحتل الهند حاليا مقعدها فى المجلس المكون من 15 عضوا كممثل إقليمي عن آسيا، منضمة بذلك إلى جنوب إفريقيا وكولومبيا، ودولتين أخريين من بين ألمانيا وكندا والبرتغال، وإذا ما فازت ألمانيا في الانتخابات، فسيقوم ثلاثة أعضاء من مجموعة التحالف الرباعي الذي يسعى أعضاؤه إلى تكوين مجلس أمن موسع وهي ألمانيا والبرازيل والهند واليابان، وذلك عن طريق تشكيل تجمع مؤثر مؤيد للإصلاح. وتقضي البرازيل حاليا بوصفها ممثلا إقليميا مدتها الأخيرة من فترة عضويتها بالمجلس، والتي تستمر لمدة عامين. وعلى أي حال، فستتمكن جميع الدول الأربع البرازيل وروسيا والهند والصين - وهي من أسرع اقتصاديات العالم نموا - من الجلوس معا في مجلس الأمن للمرة الأولى. لقد كثفت نيودلهي من حملتها بغرض الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، ولتعديل بنية القوة العالمية التي نشأت بعد الحرب العالمية الثانية. والأعضاء الدائمون الحاليون في مجلس الأمن هم أمريكا وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا. يقول «لاليت مانسينج» وزير خارجية الهند السابق: يحتاج مجلس الأمن إلى الإصلاح؛ فقد حازت العضوية الدائمة في المجلس الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وقد تغير الكثير منذ ذلك الحين. وعلى المجلس أن يعكس واقع الوضع في عام «2010»، وليس واقع عام «1945». يذكر أن المملكة تؤيد مبدأ توسيع مجلس الأمن وفق تمثيل جيو سياسي عادل سواء على مستوى العضوية الدائمة أو غير الدائمة. كما دعمت المملكة مطلب المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن، حيث تشكل دولها ما نسبته 30 % من الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. ووثقت المملكة رغبتها تلك في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال63 والتي ألقاها عمر بن علي العييدي عضو وفد المملكة الدائم لدى المنظمة الدولية أثناء مناقشة الجمعية مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن وزيادة أعضائه والمسائل ذات الصلة