يلاحظ الزائر لولاية كاليفورنيا هذه الأيام، مدى حدة الصراع للحصول على منصب الحاكم الجديد بعد أن أصبح أرنولد شوارزينجر جاهزا للمغادرة. وتحول السباق على خلافته إلى لوحة قبيحة تدعو إلى الشفقة. وامتلأت أعمدة الصحف المحلية وشاشات التليفزيون بأخبار وتحركات المرشح الديمقراطي جيري براون ومنافسته ميج ويتمان من الحزب الجمهوري. وأنفق كل واحد منهما الملايين «في حالة ويتمان 140 مليون دولار من جيبها الخاص» لنبش مساوئ الآخر دون أن يدركا المخاطر الكبيرة التي تنتظر الفائز منهما: بنية تحتية سياسية واقتصادية قديمة وعنيدة. ويبدو أن كليهما لن يكون قادرا على فعل أي شىء فوري لتغيير الوضع الحالي رغم الوعود التي أطلقها كل واحد منهما خلال الحملة الانتخابية.. وذلك لأن ما تبقى من كاليفورنيا هو ولاية مصابة بالشلل التام من جراء الأمراض المؤسسية، التي لا يمكن إصلاحها في وقت قريب. ومثلما واجه الرئيس أوباما مشكلات عندما جاء إلى السلطة، فإن الحاكم المقبل للولاية الذهبية قد يواجه موقفا مماثلا: ميزانية سنوية غير متوازنة، وعدم قدرة على تغيير معدلات الضرائب، وعدم وجود مبادرات للرد على استفسارات جمهور الناخبين، والجمود الحزبي. وهناك العديد من المبادرات في استطلاعات الرأي هذا العام تهدف إلى معالجة بعض مكامن الخلل. ويتمثل أحدها في نقل سلطة رسم الدوائر الانتخابية إلى لجنة مستقلة. وهناك من يدعو إلى تقليص سياسات الولاية في مجال البيئة إلى أن تعود إلى أرضية صلبة. ولكن قد تكون مشكلة الولاية الأساسية تتمثل في التوسع السكاني بعد أن أصبحت كاليفورنيا أكثر الولايات تنوعا من أي ولاية أخرى في التاريخ الأمريكي. «في الحقيقة، هذه الانتخابات قد لا تعني الكثير»، كما يقول العالم السياسي توم هوجن، ويضيف «أيا كان من سينتخب، فإنه سيواجه القيود المؤسسية نفسها التي ظلت سائدة على مدى العقود الأخيرة». وأخيرا، لقد ركز كلا المرشحين خلال الحملات على قيادة الولاية إلى يوم أكثر إشراقا، مليء بالازدهار والنمو، والابتكار. كاليفورنيا، بعد كل شيء، هي مكان ممتاز للحلم.