تعاني السعوديات من أزمة مواصلات في قضاء حوائجهن ومشاويرهن، من إيجاد أحد أفراد العائلة يرضى بالقيام بدور السائق، ومع نمط المعيشة الحالية، يندر أن يتواجد هذا «الفرد الملائكي» سواء كان زوجا أو أبا أو أخا أو حتى ابنا، ليكون في الخدمة كيفما أردن، فغالبا لن تستطيع السيدات إنجاز أكثر من مشوار واحد في اليوم، ويا حبذا لو كان المشوار على طريق الاستراحة، وبعيدا عن التأخير «الفطري» العالمي للمرأة في مواعيدها، عليها أن تضيف إليها وقت «مزاج معاليه»، إما قبل الموعد المتفق عليه؛ لأن «عنده موعد» أو يتأخر «عشان يضبط مشوارها مع طلعته مرة واحدة»، وفي حال فرج الحال لدى الأسرة وتم جلب سائق أجنبي تبدأ المعاناة بتقاسم هذا السائق بين أفراد الأسرة! هذا السائق «المكروف» نهارا بين المدارس والجامعات والدوائر الحكومية ومقار العمل، ومساء بين الأسواق ومنازل الأقارب والأصدقاء، لم يأتِ هنا إلا لجمع المال بما يتناسب مع الجهد في أقصر وقت ممكن، وبما أنه أصبح يعرف دقائق أمور أفراد العائلة، فهو يستمع إلى المكالمات، ويعرف أسرارهم ومزاجيتهم وما يحبون من طعام وعادات سهر وغيرها، فتتواتر قصص مختلفة عن ابتزاز سائق لفرد من الأسرة لكي يتغاضى عن تصرف، وقصص أخرى عن تحرشات بالأطفال والفتيات على حد سواء، وقصص فظيعة أخرى، وفي أبسط الأحوال.. الهروب ومرمطة الكفيل يمنة ويسرة في دهاليز الإجراءات الحكومية. ما يثير الإعجاب أننا الوحيدون في العالم لا نسمح بقيادة المرأة «آسفة نسيت أفغانستان»، ونمنعها بشتى الطرق، والأغرب من ذلك وجود فئة من السيدات السعوديات اللواتي يعارضن قيادة المرأة، وتسطيح القضية: «كوني ملكة وخلي الرجل سواقك»!. في إحدى الإحصائيات عن السائقين الأجانب ذكرت وجود حوالي 300 ألف سائق أجنبي من جنوب شرقي آسيا وأن الإقبال على استقدامهم في تزايد، وذلك طبيعي؛ نظرا للتوسع العمراني في المدن وانتشار التعليم ودخول المرأة في ميادين العمل، وفي دراسة أخرى، قدّر عدد ساكني الشقق من الأسر السعودية بنحو ضعف عدد ساكني الفلل، فكيف ستتقاسم السيدات «اللا ملكات» شققهن مع السائق؟!