أرأيت.. لا شيء أجمل من أن تجذب رأس كلمة ما لتضيف لآخرها «لوجيا» حتى يكتبك الله من زمرة الثرثارين، ثم قال: أتعلم يا رجل ينبغي لي ألا أفكر، علي أن أطبق فمي حين يتحدث أحدهم ويبدو فاهما، ولا أعتقد أن هذا يكفي، بل ينبغي أن أهز رأسي وأنا أردد: صح.. صح، الرجل المتأنق هذا يقول ما من شأنه أن يكون «صحا» ل 9 أعوام قادمة، بل «صحا» حتى لا يبقى في الدنيا صح غيره. ولن يكون شيئا سيئا إن استخدمت يدي للتصفيق حين يقول كلمته الشهيرة: يا عزيزي الموضوع قيد الدراسة، ومتى ما خلصت اللجنة المشكلة إلى نتائج سنأخذ هذه النتائج لنعرضها على لجنة أخرى تدرس. لم أصبحت هذه النتائج بهذا الشكل، فنحن نشتغل يا ناس؟ لم نأت هنا لنلهو بالبلوت أو نتذوق كيكة الموظفين المهداة لي والتي كتب عليها: نحن نحبك يا أفضل مدير في العالم. لا شيء سيدعوني للتفكير بعد جملته الحانية تلك. هو يشتغل يا ناس، وعليه ينبغي أن نشتغل بأنفسنا، أو بورقة مقاضي زوجاتنا، أو بهواية تجميع الفواتير أو بأي شيء لا يعكر صفو سيادته. قبل هذا كله، وحين صباحاتي الباكرة، وعند ارتطام سيارتي المقسطة بحفرة أكبر من وعود أحد المقاولين إياهم، حينذاك أدع تلك الكلمات ترن في رأسي: نحن نشتغل... إلخ. ثم ابتسم.. ابتسم جدا حتى يعتقد من يقف بجانبي عند الإشارة العاشرة لدوامي أني تذكرت موقفا ما، أو جننت كما جن هو قبل أعوام، أواصل ابتسامتي وأنا أقرع باب مكتب مديري مستأذنا الدخول: خير يا سعد.. توك جاي.. حنا نشتغل من صباح الله خير وأنت توك تشرف.. ها أفطرت يا حبيبي أو لسا؟! لا تفكر وقتها بالرد حتى، اضحك وقل: مدير ودمه خفيف.. كثير هالشيء علي! ولا تنس إن طرح أحد زملائك وأنتم تفطرون الفول قضية فكرية ما أن تقول: ما أدري.. يقولونه بس ما أدري.. أول ما أفكر بقول لك.. وحتى أنت حين تقرأ هذا المقال.. كن حذرا ولا تفكر، اقلب الصفحة الآن!