على ارتفاع يقترب من حاجز ال 32 ألف قدم، وبين منخفضات ومرتفعات جوية وأكوام سحب عالقة في السماء، رفضت كرة القدم الغياب عن حديث طويل سرق أطراف النقاش من التفكير في بعد المسافة الفاصلة بين العاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبرج ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، ورحلة الساعات السبع في طريق العودة من مشاركة المنتخب السعودي المدرسي لكرة القدم. أطروحات كثيرة اتفقت على أن النشء يعدون نواة مستقبل كرة القدم في أي بلد وليس في المملكة فقط، وهو الأمر الذي أدى الى غياب الإنجاز على مستوى الفئات السنية. «شمس» حلقت عاليا في سماء الحوار وخاضت معترك نقاش المستقبل الذي دار في مقدمة الطائرة بين منسوبي وزارة التربية والتعليم حول التدهور الرياضي وضعف المخرجات. وحول هذا الموضوع استضفنا مدير إدارة النشاط الرياضي بوزارة التربية والتعليم الدكتور سعد السند، فإليكم تفاصيل الحديث: أصابع الاتهام والانتقادات دائما تشير إلى وزارة التربية والتعليم حول ضياع المواهب وعدم الاستفادة منها وصقلها، فأين الخلل؟ تعود معظم الإخفاقات لعدم وجود شراكة قوية وفعلية بين القطاع الخاص ووزارة التربية والتعليم، ورغم الشراكة التي تربطهما منذ أربع سنوات إلا أن الوزارة لا تتفق مع القطاع الخاص في جميع الأهداف، حيث إن أهدافنا تربوية وأهداف القطاع الخاص تجارية. وأتوقع الوصول قريبا إلى صيغة معينة لضمان نتائج إيجابية للمستقبل الرياضي من خلال الأكاديميات والبطولات التنافسية على مستوى المملكة، ولو عدنا للوراء قليلاً فإن وزارة التربية والتعليم ليست مسؤولة عن البحث عن اللاعب، بل مهمتنا تقف عند توفير الفرصة في المنافسات الرياضية، والأندية بدورها تبحث وتختار اللاعبين. دار بينكم نقاش طويل حول الأكاديميات، فما أبرز نقاط هذا النقاش؟ معظم المنتخبات المشاركة في بطولة دانون لكأس العالم يمثلون أكاديميات، وقد استغربوا عندما علموا أن منتخبنا عبارة عن أطفال مدارس، ولهذا نفكر في شراكة فعلية مع القطاع الخاص ورعاية الشباب واللجان الأولمبية كما هو معمول به عالمياً في إنشاء أكاديميات تحتضن الموهوبين في جميع المستويات وفي الأكاديمية يتعلم اللاعب بعد خضوعه لاختبار قياس مدى موهبته الرياضية ويطبق المنهجية العالمية في تعاليم كرة القدم نظريا وعلميا، ولهذا فإن اللجان تبحث عن مستوى المملكة بين المدارس عن الطلاب الموهوبين وفي المنافسات. هل هذا يعني أنكم ستأخذون دور الأندية وتحتكرون اللاعبين الصغار؟ لا لن نحتكرهم بل سنعمل على تخريج لاعبين موهوبين، بإمكانهم اختيار أي ناد يرغبون الانضمام إليه، وسياسة الأكاديمية تختلف تماماً عن الأندية، حيث إن الأكاديمية تخرج لاعبين يمتازون بمهارات وقدرات تختلف عن بعض اللاعبين الحاليين الذين تختلف لديهم الكثير من أبسط المفاهيم المرتبطة بكرة القدم، حيث تجد بعضهم يأكل «الفول والمعصوب» ويذهب صباحا للعب، والآخر يتحصل على بطاقة صفراء في منتصف الملعب غير مستحق دون وجود إدارة ذاتية ويحرص على المفاهيم الصحية والتغذية للاعب مع أسرته ومجتمعه. على ماذا تخططون من خلال مشروع الأكاديميات؟ على كل شيء مثالي للاعب لأن الأصل وجود الموهبة ونحن نتولى تعليمه وتلبية احتياجاته المستقبلية من برامج في الترويح على النفس وتعلم اللغة الإنجليزية، وزيارات إلى الأندية العالمية والمحلية والتدريب النظري قبل وبعد المباريات. يبدو أن صقل المواهب سيكلفكم الكثير، فهل ستقدمونها هدية للأندية أما ماذا؟ هذا الأمر يعود إلى هيكلة الأكاديمية، وقد يكون هناك بيع للاعب إلى ناد معين للاستفادة من المبلغ في تغطية النفقات التي أنفقت عليه طيلة مراحل تدريبه. ما هي ملاحظاتك على الوسط الرياضي بصفتك حاملا للدكتوراه في الفلسفة الرياضية البدنية؟ الملاحظات عديدة، ومن أبرزها أن اللاعب السعودي يعيش تحت ضغط الإعلام والجماهير وتقييمها له على أساس الفوز والخسارة وهو الأمر الذي يجعله يدخل منفعلا ومتوترا وقلقا في بعض المباريات، وينتج من ذلك تصرفات سلبية نحو زملائه والحكام، والسبب يعود للصغر، حيث إن المدرب لم يعوده على تقييم ذاته من ناحية الواجبات المكلف بها قبل المباراة في جلسته مع المدرب والنقاش حول الأداء من خلال حوار مفتوح مع اللاعبين يطلب من كل لاعب فيه تقييم نفسه، ويلاحظ أن لاعبي منتخبات الجزائر وتونس والمغرب محترفون في أوروبا لامتلاكهم العديد من المفاهيم السليمة في حياة الرياضي. وما ملاحظاتك على البطولة التي احتللتم فيها مركزا متأخرا؟ يوجد بعض الملاحظات حول الإعداد الجيد مبكرا والعمل على إقامة معسكر يجمع اللاعبين في منطقة الطائف، وإقامة منافسة تحت سن 12 عاماً، وهناك أيضاً مقترح سيقدم إلى الشركة المنظمة وهو استنساخ مونديال كأس العالم لدانون إلى الدول العربية، تحت إشراف المملكة .