هذا العالم الجميل ال«فيس بوك» أو عالم النت بشكل عام، كفل لنا حرية التعبير وتناقل الخبرات، وفي الفيس بوك تحديدا وفي أغلب صفحاتنا هناك أصدقاء بتنوع فكري، فلماذا لا نستغل هذا التواجد ونصنع لنا ورشة خاصة نستفيد فيها من بعضنا؟ لو تم طرح سؤال كبير: ماذا استفدت من الفيس بوك وتحديدا لأديب أو أديبة ناشئة من هذا التواجد للعديد من المثقفين والمثقفات والمتثيقفين والمتثيقفات وغيرهم؟ لوجدنا الأغلبية تقول: الفيس بوك هدر للوقت ولم يزد في رصيدي المعرفي أي شيء، بل للأسف. إن الفيس بوك أسقط أقنعة البعض في غرف الدردشة! ما دفعني للكتابة، هو ما قرأته اليوم بإحدى الصحف عن صدور كتاب (دراسة في جماليات وهرمنيوطيقا وسيميوطيقا النص)! كم من شخص ناشئ في وسط ينمو بتسارع وفي ظل خروج الكثير من النظريات النقدية الحديثة يجد صعوبة كبيرة في فهم العديد من مصطلحات النقد وتوظيفها وطرائق استخدامها. لذلك لماذا لا نكون هنا ومنا الكثير من يستطيع أن يقدم خبراته ليستفيد كل ناشئ وناشئة منها حتى يعرف أين يذهب وأين يتجه؟ كم من كاتب قصة وشاعر تائه لا يعرف هل ما يكتبه قصة أم خاطرة أم شعر أم شعير! وكم من شخص ضاع وتاه بين مدارس النقد وعباراتها الفوقية. أمنيتي تكمن في أن نتبنى سويا ورشة عمل لنقد النصوص وتنمية المواهب دون فوقية وبأبسط العبارت بحيث يعرض كل شخص تجاربه وأطروحاته بعيدا عن تقديم نفسه على حساب تنمية المواهب وتوجيه الحكم الصحيح. فكم من شاعر هنا لو تبرع بأن تكون صفحته ورشة لعرض القصائد ويقوم هو بنقدها أو توضيح مواطن الضعف والخلل فيها وفق تصور عام، ودون تكريس أو تعصب لرؤيته الشخصية وفرض أبويته ووصايته. كم من كاتب قصة ورواية هنا في ال«فيس بوك».. لماذا لا يؤسس في صفحته ورشة للعمل القصصي والروائي لتسهم في كسر الخجل وتعثر البدايات عن الكتاب والكاتبات المبتدئين. كم من ناقد هنا نحتاج منه إلى أن يكون قريبا من إبداع الشباب والفتيات ليوضح لهم ما استغلق عليهم فهمه من تعقيدات المصطلحات وفوضى المدارس. هل نستطيع فعل ذلك ويكون فعلا تطوعيا لنقدم ما عجزت عنه المؤسسات الرسمية؟ أليس ممكنا أن نصنع مركزا ثقافيا متنوعا يشتمل على المسرح والتشكيل والسينما والقصة والشعر وكل الأجناس الأدبية ليخرج لنا جيل قادر على صنع مشهد ثقافي جميل. عبدالله آل وافية