لا تزال والدة الطفل موسى الذي اختطف من مستشفى النساء والولادة بالدمام وعمره يوم واحد، تتمسك بأمل العثور عليه، رغم مضي ثمانية أعوام على اختطافه، ما دفعها هي ووالده لتجديد عرض المكافأة المالية التي خصصت لكل من يدلي بمعلومات جديدة قد تؤدي إلى الوصول إليه. كما أنها جهزت له قبل عامين حقيبته المدرسية بعد أن وصل لسن المدرسة. محاولات الأم الدؤوبة وتمسكها بأمل العثور على طفلها وجدت تعاطفا من بعض الذين يبثونها كلمات التشجيع والتمسك بالأمل لآخر لحظة، فيما رأى آخرون أن العثور على الطفل بعد كل هذه السنين شبه مستحيل، فتغير ملامح الطفل يجعل من الصعوبة تمييزه. تفاصيل حاضرة أم موسى قالت ل «شمس» إنها تحاول أن تنشغل عن التفكير في طفلها الذي خطف منها، بالانشغال بباقي أطفالها، إلا أن تفاصيل يوم الحادث لا تكاد تفارق مخيلتها «كنت جالسة أرضع طفلي حين دخلت علي سيدة بلباس الممرضات وسألتني إن كان الطفل قد أخذ حماما بعد الولادة، لأن شعره كان متسخا، كما قالت، فأستأذنت مني لتحميمه، فأعطيته لها وخرجت به، بعدها دخلت إحدى الممرضات وسألتني عنه فأخبرتها أن إحدى زميلاتها أخذته لتحميمه فخرجت بسرعة دون أن أفهم ما الذي حصل إلا من خلال أسئلة الأطباء وإدارة المستشفى لي عن هوية وشكل المرأة التي أخذت الطفل، حينها فقط استوعبت أن طفلي خطف من بين يدي». يوم تخرجه وتزويجه أما والد الطفل علي الخنيزي فيعيش هو الآخر مع زوجته متمسكا بالأمل في عودة طفلهما حتى بعد مرور كل تلك الأعوام، بل يحلم بيوم تخرجه من الجامعة وتزويجه والجلوس معه «لا يمكن أن ننسى طفلنا الذي رزقنا به وسهرنا على أمه ورعيناها تسعة أشهر وهو جنين في بطنها». وأضاف أنه ورغم أخذ بصمات رجل طفلي بمجرد ولادته، إلا أن تلك البصمات لم تقدم شيئا في التحقيقات والتحريات التي أجرتها الشرطة، لكونها أخذت بشكل خاطئ «لم يضف طفلي، الذي أسميناه موسى قبل ولادته، لدفتر العائلة مع إخوانه، ولكني أعده كلما عددت إخوانه، وأمه تذكر اسمه في دعواتها لإخوانه حتى إن إخوانه حين يذكرون عددهم يعدونه من بينهم رغم عدم رؤيتهم له، ويشعرون بوجوده في حياتهم، من خلال الحالة النفسية السيئة التي عشناها أنا ووالدته بعد خطفه». وجدد الخنيزي دعوته لكل من يعرف أي معلومات عن طفله الذي خطف قبل ثمانية أعوام وثمانية أشهر، إلى أن يسارع بإبلاغها لعلها تقود إليه «لا توجد ملامح أو علامات فارقة يمكنني أن أحددها، ولكني أطلب من أهل الخير الذين عرفوا أو يعرفون أي شيء قد يدلني على طفلي أن يبلغونا بها، وله منا مكافأة مالية»