انهار جزء من الطابق الأول لعمارة آيلة للسقوط في حي الصحيفة بجدة، في وقت مبكر من صباح الخميس الماضي، دون إصابات، لكنه كان كفيلا بإحداث حالة من الذعر وسط سكان الحي خاصة الذين يسكنون قريبا من العمارة ويمرون بجوارها، حيث يتوقعون انهيارها بالكامل في أي لحظة؛ الأمر الذي يهدد حياتهم. واعتبر عدد من سكان الحي أن سقوط هذا الجزء أمر طبيعي في ظل الإهمال الشديد الذي تعانيه العمارة ذات الطابقين من قبل أصحابها؛ ف«كل مشروكة متروكة»، على حد تعبير بعضهم. وذكر عبده حسان أن العمارة تعود ملكيتها لبعض الورثة الذين لم يقوموا بصيانتها أو إزالتها بسبب خلافات بينهم. وذكر أن سبب سقوط هذا الجزء من العمارة هو تقوس ماسورة مياه كبيرة ممتدة من السطح إلى أسفل البناء، مشيرا إلى أنهم تقدموا بعدة بلاغات حول العمارة وخطورتها إلى البلدية التي طلبت منهم مراجعة الدفاع المدني الذين أكدوا بدورهم أن الأمر ليس من اختصاصهم بل من اختصاص الأمانة «لم نعد ندري أين نذهب وإلى من نرفع بلاغاتنا.. وهل سنبقى هكذا حتى تنهار العمارة بأكملها وتخلف وراءها ما تخلف من خسائر بشرية؟». وأشار محمود فيصل، عامل في محل مجاور للعمارة، إلى أنهم يتوقعون حدوث كارثة بين لحظة وأخرى، خاصة أن الكثير من العمارات المشابهة قد انهارت وخلفت قتلى وجرحى. واستغرب فيصل عدم تدخل الجهات المختصة لمباشرة هذه العمارة، خاصة أن وضعها أصبح معروفا، وسقوط هذا الجزء خير دليل على خطورتها واحتمالية أن تكون مهددة لأرواح الكثيرين. وطالب بإلزام أصحابها بترميمها مع أنها قد لا تكون صالحة لذلك، أو إزالتها وإراحة الناس من خطرها، خاصة أن أغلب سكان الحي يمرون بالقرب منها لوقوعها على الشارع التجاري. أما الشاب فاضل خالد فعبر عن ارتياحه الشديد لعدم وجود أحد قريبا من العمارة لحظة انهيار ذلك الجزء منها حيث وافق اليوم عطلة رسمية للمدارس والجهات الحكومية «جميع السكان يمرون من تحت العمارة للإفلات من بحيرات الصرف الصحي التي تغرق الشارع». وكانت «شمس» تناولت في تحقيق موسع المباني الآيلة للسقوط في جدة ومن بينها هذه العمارة، وذلك في عددها رقم 1592 بتاريخ 22 مايو الماضي.