تتوحد الحكومة والشعب اليمني بوضوح في الموقف المناوئ ضد الكيان الصهيوني ، وقد كان هناك ثلاثة من أعضاء البرلمان اليمني على متن أسطول المساعدات الذي ذهب إلى غزة، وتم قصفه من قِبل قوات الكوماندوز الإسرائيلية في نهاية مايو الماضي، وقد تم استقبال النواب الثلاثة عند عودتهم لبلادهم استقبال الأبطال، وعندما تتصاعد الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية يقوم اليمنيون بمسيرات حاشدة في شوارع العاصمة صنعاء ، وعلى الرغم من ذلك فإن اليمنيين يعلنون أيضا أنهم يحترمون التراث الخاص باليهود الموجود في البلاد. وفي قرية جبلة الواقعة جنوب صنعاء يشير أهل القرية إلى نجمة «داوود» القابعة فوق أحد المعابد اليهودية الأثرية الذي تحول إلى مسجد ، نظرا إلى قلة عدد اليهود الذين آثروا أو أرغمتهم الظروف على البقاء في البلاد، فمع قيام الكيان الصهيوني عام 1948 كان عدد اليهود في اليمن يصل إلى 50 ألف شخص، كانوا يعيشون هناك في سلام مع الأغلبية المسلمة. وقد هاجر معظمهم بعد أن باعوا جميع ممتلكاتهم إلى إسرائيل خلال عملية «بساط الريح» أو كما يطلق عليها الإعلام الغربي «على جناح النسر» على متن طائرات أمريكية ، في الفترة من 1949 إلى 1950 ، وبلغت تكاليف هذه العملية نحو 425 مليون دولار «حوالي 1.6 مليار ريال»، نفذتها وتحملت تكاليفها من خلال تبرعات أثرياء اليهود في العالم «الوكالة اليهودية» التي تولت عمليات ترحيل يهود العالم لإسرائيل في أواخر أربعينيات القرن الماضي، حيث هاجر في هذه العملية نحو أربعين ألف يهودي، أغلبهم هاجر إلى بريطانيا وأمريكا، فيما هاجر نحو عشرة آلاف على مدى العقود الماضية ، وخصوصا خلال موجة الهجرة أثناء الحرب الأهلية فى أوائل التسعينيات، وبقيت أعداد قليلة تقدر بثلاثمئة شخص إلى يومنا هذا، يوجدون في مدينة ريدة وقرب صعدة التى تقع شمال البلاد، وكثير من يهود اليمن لا يعترف بضروره قيام دولة لليهود، لأنها مخالفة للتوراة حسب قولهم، وهو رأي سائد لدى قطاعات كبيرة من اليهود غير الصهاينة في العالم. ومع اشتداد الحرب التي تشنها القوات الحكومية خلال الشهور الأخيرة ضد معاقل قوات الحوثيين في صعدة حيث يتركز الوجود اليهودي قامت الحكومة اليمنية بعملية إخلاء اليهود وترحيلهم إلى مجمع سكني في العاصمة «صنعاء». ويحافظ المئات المتبقون من يهود اليمن على معابدهم، كما يحرصون على إقامة شعائرهم الدينية والاحتفال بها، ويقول صهيون أوزيري وهو مصور يهودي - يمني- يقوم بتوثيق خروج آخر اليهود من اليمن: «بالنسبة إلى هؤلاء اليهود المقيمين في إسرائيل، فهناك نبرة خفية سلبية لكونك يهوديا عربيا، ففي إسرائيل نادرا ما يقر أي يهودي بأنه ذو ثقافة وخلفية عربية».!.