وحدها غزة، تحتفل برمضان على إيقاع المها الممتد، فموائد الإفطار الخيرية تشكل مناسبة، ليس فقط لكسب الأجر، وإنما لإثبات أن شعب القطاع المحاصر منذ خمسة أعوام ما زال قادرا على الاحتمال، في حين يفرح الأطفال بالشهر الكريم من خلال ألعاب وفوانيس تعكس تأثرهم بواقعهم الصعب. وخلال الأيام الماضية من الشهر الكريم، اختار الأطفال أن يكون لاعب الكرة المصري محمد أبوتريكة، الذي سجل قبل عامين تقريبا موقفا مناصرا لغزة، هو نجمهم المفضل، وذلك من خلال اقتناء فانوس بهيئة اللاعب وهو يرتدي قميص النادي الأهلي القاهري. ودخلت كميات ضخمة من هذا الفانوس المصنوع في الصين عبر الأنفاق التي تفصل القطاع المحاصر، عن مصر، ثم دخلت كميات أكبر بعد فتح معبر رفح الحدودي. ورغم أن سعر الفانوس الواحد بلغ نحو خمسة دولارات، وهو رقم كبير بالنسبة إلى سكان القطاع، إلا أن الأسر الفلسطينية أصرت على شرائه لأطفالها، ومنهم من اشتراه ليضعه أمام منزله، تعبيرا عن حبهم للاعب المصري. ونقلت صحيفة «الرسالة نت» عن المواطن الفلسطيني أسامة مرجان قوله «بالتأكيد سأحصل على ثلاثة فوانيس لأطفالي وآخر سأضعه أمام المنزل». وقالت مصادر مصرية: إن مقربين من أبو تريكة أبلغوه بأمر الفانوس، واقترحوا عليه مقاضاة الشركة أو المنتجين والمستوردين للفانوس، لعدم حصولهم على موافقة منه باستغلال اسمه، فأبلغهم أنه شعر بسعادة كبيرة عندما علم بهذا الأمر. وبرر أبو تريكة سعادته بقوله «يكفى أن يرتبط اسمي بمناسبة دينية، وأن أكون سببا في إدخال المرح إلى قلوب الأطفال»، وأضاف «ذلك يعنى أنني أعيش في أذهان وقلوب ووجدان الشعب المصري، ولكني أنصح مستخدمي الفانوس بألا يلهيهم عن ذكر الله والعبادة».